المؤشرات كلها كانت توحي أن ريال مدريد الاسباني، حامل اللقب سبع مرات، قادر على إلحاق الهزيمة بضيفه بايرن ميونيخ الالماني بطل 74 و75 و76 في مباراة الذهاب للدور نصف النهائي من دوري ابطال اوروبا لكرة القدم على ملعب الاول سانتياغو برنابيو أمام 80 الف متفرج. وفاز ريال مدريد 2- صفر، وليس بالضربة القاضية، لأن النتيجة غير صاعقة، والفريق الالماني قد يعوضها في مباراة الاياب الثلاثاء المقبل على استاد ميونيخ الاولمبي إذا ما ركّز لاعبوه على حد قول رئيس النادي فرانتس بكنباور. أما إذا لعب بالاسلوب والمستوى اللذين كان عليهما في مباراة الذهاب فإنه لن يبلغ مباراة القمة للموسم الثاني على التوالي. ولم يخف بكنباور أن لاعبيه كانوا سلبيين وخائفين بشكل لا يصدق. أما المدرب اوتمار هيتسفيلد فاعترف بأن ريال كان افضل لوجود راوول غونزاليس في صفوفه، في حين تساءل لاعب الوسط ثورستن فينك : "سبق أن هزمنا ريال 4-1... فلماذا لا نفعلها ثانية"؟ ومن أهم المؤشرات: أن النجمين اللذين قادا بايرن الى الفوز على ريال 4-2 و4-1 في مدريدوميونيخ ضمن الدور الثاني للمسابقة وهما ستيفان ايفنبرغ ولوثر ماتيوس كانا غائبين... الاول مصاب وربما لا يخوض مباراة الاياب، والثاني ترك بايرن نهائياً وحط الرحال في الولاياتالمتحدة. وغياب النجمين يرخي ظلالاً على ما يمكن للالمان أن يفعلوه اياباً لأن محمد شول وينز يريميز لم يسدا الثغرتين اللتين خلفهما ايفنبرغ وماتيوس. ومن نتائج الغياب ايضاً أن بايرن فقد بنسبة عالية جداً فرصة الاحتفاظ بالدوري المحلي الذي بات باير ليفركوزن قاب قوسين أو ادنى من الفوز به للمرة الاولى في تاريخه. في كل حال. هناك فرصة أمام بايرن ليتعافى وهي تتمثل في مواجهته فيردر بريمن مساء غد في نهائي كأس المانيا. وفي حال الفوز سترتفع المعنويات وستصبح مهمة ريال أصعب... والعكس بالعكس صحيح. في المقابل بدأت مؤشرات ايجابية تظهر في سماء ريال مدريد الذي وجد مستواه الحقيقي منذ تعادله ومانشستر يونايتد الانكليزي، حامل اللقب الاوروبي في الموسم الماضي، من دون اهداف في ذهاب ربع النهائي في مدريد، ثم ارتقى هذا المستوى عندما هزم مانشستر في ملعبه 3-2 وبلغ نصف النهائي. لذا، أجمعت صحف اسبانيا على أن بطل اوروبا الجديد سيكون ريال مدريد أو فالنسيا علماً أن المباراة النهائية ستقام على استاد فرنسا في 24 المقبل. وكان فالنسيا هزم برشلونة 4-1 في ذهاب نصف النهائي في فالنسيا. تشكيلة هجومية وكأن مدرب ريال مدريد فيسنتي دل بوسكي أراد أن يفاجىء نظيره الالماني اوتمار هيتسفيلد، فزج بمورينتيس والفرنسي انيلكا في خط الهجوم منذ البداية وأرجع راوول غونزاليس الى خط الوسط. ونجح في ذلك كلياً خلال الشوط الاول الذي سجل فيه هدفيه. الهدف الاول كان باكراً وأحرزه انيلكا في الدقيقة الرابعة بمهارة عالية في شباك الحارس اوليفر كان بعدما ضرب مصيدة التسلل. اما الذي مرر له الكرة الرائعة فلم يكن سوى راوول اعلى لاعبي الفريقين مستوى على الاطلاق. وهو أهم هدف لانيلكا "المتمرد" مع فريقه منذ أن انضم اليه الصيف الماضي، ولذا كال له الاسبان المديح وأكدوا أنه فتح أمامهم الباب نحو المباراة النهائية. واكتفى بايرن بكسر هجمات ريال ولم يبن هجمات منظمة بفعل الحذر والتخفيف من حجم الخسارة... لكن هذا لم يمنع عدداً من لاعبيه من المحاولة، فسدد البرازيلي باولو سرجيو وصد له الحارس الشاب كاسيّاس محاولته 16، وتوغل انيلكا داخل المنطقة الالمانية ومرر لكن كرته تحولت الى ركنية 18. وبعد 4 دقائق، مرر الانكليزي ماكمانمان بدل أن يسدد الى مورينتيس فلعب كرة عرضية حولها راوول داخل شباك اوليفر كان غير أن الحكم السويدي فيسك احتسب اللعبة تسللاً. وبقي بايرن سلبياً تماماً وحاول ريال السيطرة على وسط الملعب من خلال انضمام الظهيرين الايمن ميشال سالغادو والايسر البرازيلي روبرتو كارلوس فلمع الاول وخبا الثاني على غير عادته. ومن جديد تألق راوول الذي مرر كرة أمامية الى سالغادو غير أن يريميز الي اراد ابعاد الكرة حولها داخل شباك فريقه معلناً الهدف الاسباني الثاني في الدقيقة 33. وأسف المدرب هيتسفيلد لما حصل، وقال: "هذا هو سوء الطالع... لم نكن نستحق ذلك ولا يريميز". وحاول الاختصاصي تارانات استغلال ركلة حرة للالمان غير أن كرته مرت بجانب القائم الايسر 37، وجرب باولو سرجيو حظه مجدداً لكن الحارس كانياس كان له بالمرصاد 40، وأنذر محمد شول لمخاشنته ريدوندو 41، والاثنان كانا حاضرين غائبين. وكاد مورينتيس يسجل من جديد لريال في مطلع الشوط الثاني اثر تمريرة من راوول غير أن اوليفر كان ضيق عليه الزاوية 50، وخرج مورينتيس المصاب وحل محله البرازيلي سافيو في خط الوسط وبقي انيلكا وحده في الامام 61 لكن الاخير فشل عندما تراجع ليصنع الالعاب واثبت أنه يعرف كيف ينهي هجمة لا كيف يصنعها. وتعزز خط الوسط الالماني بوجود البوسني حميدزيتش، وتقدم شول أكثر الى الهجوم غير ان تسديداته كانت طائشة 72، وانقذ اوليفر كان الكرة من امام سافيو 72 ،انذر روبرتو كارلوس 75، وخرج حميدزيتش وباولو سرجيو وحل محلهما يانكر وسانتا كروز في الجانب الالماني لكن من دون نتيجة 78، كذلك حل باليتش محل انيلكا 81. وانذر ايضاً خلال اللقاء الاسبانيان كارانكا وسالغادو وسيغيبان عن مباراة الاياب فصار الدفاع الاسباني في وضع لا يحسد عليه... ومع ذلك، لم يملك دل بوسكي إلا القول: "لدينا البديل وسيسد الثغرة".