عانى ريال مدريد الاسباني الكثير في الموسم الحالي... ولم يعد يملك أملاً كبيراً في بطولة الدوري لأن ديبورتيفو كورونيا يتصدر بفارق 5 نقاط، ولا في كأس اسبانيا بعدما تعادل سلباً مع ضيفه اسبانيول في ذهاب نصف النهائي... وحتى ينقذ موسمه بامتياز عليه أن يتعملق مساء اليوم على ملعب "اولد ترافورد" عندما يواجه مانشستر يونايتد الانكليزي في إياب ربع النهائي من دوري ابطال اندية اوروبا الذهاب صفر-صفر. فهل يفعل؟ وعلى استاد ميونيخ الاولمبي، سيعض بايرن ميونيخ الالماني على الجرح المتمثل بإصابة اثنين من لاعبيه الاساسيين وهما صانع الالعاب ستيفان ايفنبرغ والظهير الايسر الفرنسي بيكسانت ليزارازو عندما يستضيف بورتو البرتغالي الذهاب 1-1. مانشستر - ريال مدريد الفريق الانكليزي في أحسن حالاته بكل تأكيد. يحتاج الى نفخة هواء صغيرة لينتزع بطولة الدوري للمرة السادسة في ثمانية مواسم باعتبار أنه يتصدر بفارق 11 نقطة أمام منافسه المباشر ليفربول قبل أن تختتم المسابقة بخمس مراحل. ومع المعنويات العالية وخبرات النجاح للفريق حامل اللقب الاوروبي في الموسم الماضي هناك ثبات في التشكيلة الاساسية مع تعديلات مستمرة لكن لا تذكر من مباراة الى أخرى جعلت من الاحتياطيين وكأنهم أساسيون كالمهاجم النروجي اولي سولشكايرالذي سجل هدفين من الاهداف الاربعة في مباراة الدوري السبت الماضي في مرمى سندرلاند القوي الذي هبط الى المركز السابع ولاعب الوسط نيكي بت وقلب الدفاع النروجي هينيغ برغ اللذين سجلا الهدفين الآخرين. وعموماً فإن جميع اللاعبين قادرون على تجربة حظهم في التسديد والتسجيل لانهم يلعبون كرة عصرية "غير انزراعية"، وهذا ما ترجم الى 84 هدفاً في 33 مباراة ضمن بطولة الدوري اي اكثر ب24 هدفاً من ارسنال صاحب المركز الثاني هجومياً و32 هدفاً من سندرلاند الثالث من هذه الزاوية. أما الدفاع فهو اقل قوة مع حارسه الاسترالي مارك بوسنيتش الذي اهتزت شباكه 39 مرة، ومن هذه الزاوية فإن الفريق في المركز الخامس. أما الاقوى دفاعياً فهو ليفربول 25 هدفاً فقط. وبوسنيتش أصيب أمام سندرلاند وسيحل محله الهولندي فان در خاو. ويقود الهولندي ياب ستام خط الدفاع مع برغ أو الفرنسي سيلفستر أو النروجي روني يونسن العائد من إصابة استمرة أشهر طويلة والظهيرين نيفيل وإروين. أما قوة الفريق فتكمن في خط وسطه الديناميكي جداً والمكون من بيكهام وسكولز والايرلندي كين والويلزي غيغز. الخط مؤثر جداً هجومياً وأكثر منه دفاعياً. لذا يتعب ستام و"جيرانه" ولا يتعب ابداً المهاجمان كول والترينيداي يورك ابداً لأنهما مدعومان باستمرار وتصلهما الامدادات من دون انقطاع ولذا سجلا 19 هدفاً و17 هدفاً في الدوري. وفوق كل ذلك، هناك مدرب قوى الشخصية وخبير ولا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب هو الاسكتلندي اليكس فيرغسون الذي يطلب من فريقه المزيد باستمرار. وحال ريال مختلفة تماماً، وهو لا يملك الافضلية أبداً، ليس فقط لأن المباراة الاولى على ارضه انتهت 1-1، بل ايضاً لأن اسلحته أقل ثقلاً من اسلحة مضيفه. وإذا كان مانشستر سجل في الدوري المحلي أكثر من ضعف ما اهتزت شباكه، فإن الفارق بين ما لريال وما عليه هو 10 أهداف فقط 52 مقابل 52. الى ذلك فاز ريال في 14 مباراة في الدوري وتعادل في مثلها وخسر 5. في الدفاع، تحول فرناندو هييرو وزملاؤه كارانكا وايفان كامبو وسالغادو والبرازيلي روبرتو كارلوس الى نوع من "الشوربة"، ولا ينسى أحد كيف تسببوا بالخسارة أمام بايرن ميونيخ 2-4 و1-4 في الدور الثاني من المسابقة الاوروبية، وإن تحسن اداء سالغادو هجومياً في مباراة الذهاب على ملعب سانتياغو برنابيو وكان متميزاً على هذا الصعيد تماماً كروبرتو كارلوس المتألق دائماً. بيد أن الاخير مصاب ولن يشارك، وهناك أمل كبير في عودة مواطنه جوليو سيزار بعد غياب طويل. وفي الوسط، فشل الارجنتيني ريدوندو والانكليزي ماكمانمان والكاميروني جيريمي نجيتاب فضلاً عن غوتي في المهمة طويلاً الى ان عاد بعض الانضباط مع شفاء البرازيلي سافيو والتجربة الناجحة للشاب الجديد هيلغيرا. لكن مستوى هذا الخط أقل بكثير من مستوى نظيره الانكليزي. وفي الهجوم بقي الاعتماد طويلاً على المحليين الدوليين راوول ومورينتيس الامر الذي اثار غضب الفرنسي انيلكا في حكاية لا تخفى على أحد. فهو احتياطي دائماً على رغم ال35 مليون دولار التي دفعت لشرائه، وحتى اذا صار اساسياً فإنه لا يلعب في مركزه الاصلي وهو رأس الحربة. وعاد انيلكا اخيراً الى مقعد الاحتياطيين بعدما انتهت مدة ايقافه تأديبياً، وحل محل مورينتيس في الدقيقة 60 من مباراة السبت الماضي ضد سرقسطة واحتسبت له ركلة جزاء سجل منها راوول هدف اللقاء الوحيد. وسيلعب الفريق الاسباني بطريقة حذرة بالتأكيد لامتصاص حماسة حاملي اللقب، بانتظار أي هجمة مرتدة قد تنلقب هدفاً. وهو قادر على اقلاق راحة اصحاب الارض اذا تجلى كما تجلى في بعض فترات مباراة الذهاب لا سيما اذا لقي راول ومورينتيس دعماً من سافيو بالدرجة الاولى ومن ماكمانمان وريدوندو بالدرجة الثانية. ومع ذلك، فإن الفريق الانكليزي الصعب قوى جداً خصوصاً اذا ما لعب أمام جمهوره الذي يناهز ال60 الفاً، وهي سعة الملعب... ثم إنه ليس حقلاً للمناورات لانه يعرف كيف يفرض الايقاع الذي يناسبه، سريعاً كان أم بطيئاً. ورفعات بيكهام وغيغز الى كول ويورك أو سولشكاير مع انطلاقات كين وسكولز لا يمكن ان تكون من دون نتيجة الا فيما ندر. وفي كرة القدم يجوز كل شيء، بيد أن المنطق يقول: مانشستر وبس. بايرن - بورتو لا يملك بورتو الا الهجوم لان خصمه سجل هدفاً في مرماه ذهاباً. ومع ذلك لن يستعجل الفريق البرتغالي الذي هزم الفريق الالماني في نهائي 1987 الفوز، بل سيلعب بطريقته المعهودة خارج ارضه وهي 4-5-1 مع وجود البرازيلي ذي الرأس الذهبية جاريل وحده في الامام. وعموماً فإن بورتو حسن التنظيم حتى لو لم يكن مبدعاً، وهو متقارب الخطوط، يهاجم ويدافع ككتلة واحدة، ويبرز منه تحديداً ظهيره الايسر المهاجم ايسكردينيا ولاعب الوسط اليوغوسلافي درولوفيتش. غير ان ايسكردينيا اصيب في المباراة الاخيرة ضد سانتا كلارا 2-صفر ولن يلعب على غرار مواطنه روبنز جونيور. أما بايرن، فلا يمر بفترة هنيئة بالتأكيد لأن باير ليفركوزن انتزع منه صدارة بطولة الدوري بعد خسارته أمام جاره بي أس في ميونيخ 1-2 السبت الماضي. وأسوأ ما في الامر أن ينز يريميز سجل هدف الفوز للخصم خطأ في مرمى حارسه اوليفر كان، وأن صانع العاب الفريق ايفنبرغ خرج مصاباً وقد لا يعود الى الملاعب قبل شهر كامل. وأصيب ايضاً ليزارازو في التدريبات، وسيغيب عن المباراة وهو الذي صار منذ زمن بعيد قطعة أساسية دفاعاً وهجوماً. ومع كل ذلك، فإن المدرب اوتمار هيتسفيلد مطمئن الى قدرة فريقه على الفوز، وهو سيعهد الى الدولي محمد شول بمركز صانع الالعاب. وبايرن وفيّ للطريقة التي تلعب بها اندية المانيا ومنتخبها وهي 3-5-2 هجوماً و5-3-2 دفاعاً، وقد أخذ يريميز مكان ماتيوس في مركز الظهير الحر خلف الغاني كوفور أو بابل ولينكه وأمامهم البوسني حميدزيتش وتارنات وشول والبرازيلي باولو سرجيو وفينك والمهاجمان يانكر أو الباراغوياني سانتا كروز والبرازيلي ايلبير. وربما تجري تعديلات طفيفة على هذه التشكيلة في غياب ايفنبرغ وليزارازو.