وهكذا دار الفلك دورة عادلة فإذا باسرائيل بكل جبروتها وطغيانها وعدوانها بدباباتها وطيرانها واساطيلها وضباطها المحررين تنسحب من جنوبلبنان انسحاب المذلّة والمهانة أجبرتها عليه فئة مجاهدة آمنت بربها وأيقنت بما أدخر للشهداء في سبيله من مثوبة وأجر وشربت حبّ الوطن والانسانية فقدمت الدم الغالي قرباناً وعطاء لنصرة الدين والوطن ولذلك سحقت كل أدوات الجبروت الاسرائيلي وأجبرت اسرائيل على الهروب من الجنوباللبناني خاضعة منصاعة مخذولة لم ينفعها ما بذلت من جهود طيلة 22 عاماً، ولم تكفِ لتعضيدها فئة من خونة الوطن اللبناني الشريف ممن باعوا أنفسهم رخيصة للعدو الغادر بالثمن القليل والذين سوف يلقون جزاءهم الذي يستحقون دون جدال وهم الذين شبهوا في خيانتهم وتواطئهم بيهود المدينة الذين خانوا عهدهم وميثاقهم وباعوا نفوسهم للشيطان فكان الحكم عليها ماحقاً في عهد الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم. فهنيئاً لحزب الله وجنوده وأبطال الجنوب الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه والذين ردوا الاعتبار لأمة العروبة والاسلام الرد الجميل وتركوا في سمع الدنيا دوياً لا ينقطع تأثيره وصداه. واذكر بهذه المناسبة قصيدة لي عنوانها أغنية الى لبنان كتبتها إثر انطفاء أوار الحرب الأهلية وجاء فيها "برغم جراحتي - وبرغم شلال الأسى وفراغ كل حقائبي ألقاك يا لبنان مبتسماً وجذلانا وأخط في ربى الحمراء أو في الأشرفية سترتعش الدروب هناءة وألاقة لتضمك الافراح والأنداء يعود الأنس تنهمر اللحون وتعمر الردهات بالأعراس والأبهاء فليل القهر - مهما طال - يا لبنان ينحسر! وسيف الظلم والطغيان مهما جال ينكسر حنانك أنت يا جبل الإباء المر يا لبنان حنانك دوحة الأضواء في شرف السماء وفرحة الإنسان سينقشع الذباب عن الجنوب الحر ترحل عنك اسرائيل ستسقط تحت أقدام الجنوبيين رايتها التي عبرت وتنتحر الخيانات التي فجرت فمهما رف خفاش لاسرائيل ومهما عربدت فوق التراب التبر اسرائيل هراء أن تكون حدودها نهر الفرات "ونهر النيل" وأخيراً فإن الانسحاب الاسرائيلي هذا انما هو بداية انتصارات إن شاء الله للعروبة والاسلام وانخذال لأعدائهما. القاهرة - حسن عبدالله القرشي شاعر سعودي