امتلأت جدران كثيرة في غربي القدس بشعارات وقعتها حركات متطرفة اسرائيلية، تهاجم رئيس الوزراء الاسرائيلي على نهجه في الانسحاب من جنوبلبنان وما ينوي فعله في الضفة الغربية. وكان الشعار الأبرز: "كفى انسحابات" و"يهودا والسامرة الضفة الغربية ليست جنوبلبنان". وتذكر هذه الشعارات بتلك التي سبقت اغتيال رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق اسحق رابين في تشرين الثاني نوفمبر 1995 عندما أقدم يهودي متطرف على قتله بإطلاق النار عليه. وفي هذا الاتجاه جاهر مستوطن اسرائيلي في الضفة الغربية هو شمعون ركلن بأن اقدام باراك على الانسحاب من الضفة الغربية وشرق القدس واخلاء المستوطنات اليهودية سيعرضه للاغتيال كما حدث مع رابين. وجاء حديثه في مقابلة اذاعية، حاول خلالها الظهور كمحلل سياسي بإعلانه ان "الميدان يغلي وأوساط المستوطنين في تململ كبير ما يجعل امكانية تكرار الاغتيال السياسي في اسرائيل واردة". واعتبرت الأوساط الرسمية الاسرائيلية ذلك بمثابة تحريض على القتل اكثر منه تحذيراً، وقال وزير التربية والتعليم يوسي ساريد: "اقترح ان يؤخذ كلام ركلن على محمل الجد وهناك خطر كبير، وعلى الحكومة ان تعزل التفاح الفاسد من أوساط المستوطنين". وعقب وزير الأمن الداخلي شلومو بن عامي فطالب كبار الحاخامين العاملين في المستوطنات اليهودية بالعمل على استئصال التطرف وقال انه لا يعرف ما إذا كان ركلن يقدم تحليلاً سياسياً أم انه يعمل في بؤرة خطرة. وجاء موقف كبير الحاخامات يسرائيل لاو اكثر حدة اذ قال ان على الشرطة التحقق مما إذا كان لدى ركلن معلومات عن خطط لاغتيال باراك وان عليه ابلاغ الشرطة بكل ما يعرفه. وفي أوساط اليمين صدرت ادانات لأقوال ركلن من حزب مفدال المتدين القومي الذي يتخذ من مستوطنة غوش عصيون على طريق بيت لحم - الخليل مقراً له وكذلك من تكتل ليكود الا ان الادانات حملت ايضاً غمزاً من قناة باراك على قراره الانسحاب من ثلاث قرى قرب القدس والاستعداد لإخلاء 90 في المئة من الضفة الغربية.