لندن - أ ف ب - أعلن وزير الخارجية البريطاني روبن كوك خلال اجتماع وزاري لمنظمة الكومنولث عقد أمس ان فرض عقوبات على زيمبابوي سيعطي نتائج معاكسة. وأعلن رئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي ان الرئيس روبرت موغابي وافق على اخلاء مزارع البيض التي احتلها المحاربون القدامى. وشدد كوك في مقابلة مع تلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية بي.بي.سي. على ان "من غير الوارد فرض عقوبات اقتصادية لكن الكومنولث مؤسسة سياسية لها ثقلها ونتوقع منها اعلانا واضحا تقول فيه انها تشاطر بريطانيا قلقها" حيال اعمال العنف في زيمبابوي. وتطرق الوزير البريطاني الى هذه المسألة خلال الاجتماع الوزاري للكومنولث المخصص لانتهاكات محتملة لدولة القانون وحقوق الانسان في دول هذه المنظمة. وتملك لجنة حقوق الانسان التي تعقد على مستوى وزاري صلاحية رفع توصية بتعليق عضوية أي بلد لا يحترم الاسس الديموقراطية للكومنولث لكن اجراءات كهذه في زيمبابوي مستبعدة حالياً. واوضح كوك ان هذا الاجراء مخصص لعمليات الانقلاب كما حصل العام الماضي في باكستان. وتحتج لندن على احتلال اراضي حوالى الف مزارع من البيض في هذه المستعمرة البريطانية السابقة وعلى اعمال العنف السياسي التي اسفرت عن سقوط 12 قتيلا على الاقل بينهم مزارعان من البيض منذ شباط فبراير. ويريد رئيس زيمبابوي روبرت موغابي ان ينتزع الممتلكات من المزارعين البيض الذين يملكون افضل الاراضي في البلاد ويعتبر ان على لندن التعويض على هؤلاء من دون شروط بصفتها قوة الاستعمار السابقة. واعربت لندن عن استعدادها للمشاركة في تمويل عملية الاصلاح الزراعي في حال توقف احتلال مزارع البيض وشرط الحصول على ضمانات في شأن اعادة توزيع عادلة للاراضي وحول اجراء الانتخابات المقبلة بطريقة ديموقراطية. من جهة أخرى دعا رئيس جنوب افريقيا الذي يقود جهوداً ديبلوماسية اقليمية لحل الأزمة السياسية في زيمبابوي الى التوصل الى تسوية سلمية للأزمة. وأعلن مبيكي للمرة الأولى ان موغابي وافق خلال محادثات جرت قبل عشرة أيام في فيكتوريا فولز على انهاء أعمال العنف واخلاء المحاربين القدامى المزارع التي احتلوها. وطلبت النقابات العمالية المعارضة لسياسات موغابي من العمال البقاء في منازلهم الاثنين والغاء احتفالات عيد العمال للمرة الأولى منذ استقلال زيمبابوي عن بريطانيا عام 1980 بسبب المنافسات الحزبية وتفاقم أزمة الأراضي، لكن حوالى 8000 شخص تجاهلوا دعوة مقاطعة احتفالات عيد العمال واحتشدوا في تجمعين قرب هاراري.