لندن - أ ف ب - اعلن رئيس زيمبابوي روبرت موغابي امس ان بلاده ليست في حاجة الى مساعدة دولية لحل الازمة الناجمة عن احتلال المحاربين القدامى مزارع البيض، وسيعقد اجتماع في 28 الجاري بين الطرفين . ورفض موغابي في حديث الى هيئة الاذاعة البريطانية فرضية تدخل الشرطة او الجيش لاعادة الامن مبرراً ذلك بأن هذه الوحدات مؤلفة من محاربين قدامى. وقال "أتريدون ان ارسل محاربين قدامى جندهم الجيش لمحاربة محاربين آخرين خارج الجيش؟ هل تعتقدون ان ذلك سيكون فعالاً؟". واضاف ان "الشرطة تريد اعطاء الناس الوقت للتحرك بأنفسهم. انها الحكمة". وتابع "نريد ان نكون ايجابيين ونريد ايجاد حل لمشكلة الاراضي يكون في مصلحة الجميع". وقال موغابي "لسنا ضد البيض على الاطلاق ... لكن في ما يتعلق بمشكلة الاراضي اعتقد ان الناس في اوروبا لا يفهمون الى اي مدى تؤثر فينا هذه المسألة". وختم موغابي بالقول ان السلام يسود بلاده عادة، وقال "أصيب منزلي بالحجارة لكنني لا اقول انها نهاية السلام. ان ذلك يبقى حادثاً وهناك الكثير من المنازل التي تتعرض للسرقة في بريطانيا وهذا لا يعني انه لم يعد هناك أمن فيها". واعلن زعيم المحاربين القدامي في حرب الاستقلال في زيمبابوي شانجيراي هتلر هونزفي صباح امس ان الاجتماع المقبل لمنظمته ونقابة المزارعين البيض سيعقد في 28 نيسان ابريل الجاري. وكان هونزفي استعد في وقت مبكر صباح امس لجولة على المزارع التي يحتلها المحاربون القدامى حول العاصمة. وقال "لا بد ان أذهب بنفسي لأعطيهم تعليمات لأنهم لا يصغون الى احد غيري"، موضحاً "لا ننوي احتلال مزارع جديدة". واعرب عن ارتياحه الى اللقاء الذي ترأسه روبرت موغابي مساء الاربعاء في مقر الرئاسة وضم ممثلين عن المحاربين القدامى السود والمزارعين البيض. وقال ان "الامور ستبدأ بالتحرك لكن علينا مواصلة الضغط. لذلك فإن المحاربين القدامى لن يخلوا المزارع التي احتلوها". ومساء الاربعاء اعلن الرئيس موغابي عقب الاجتماع الثلاثي ان المحاربين القدامى السود والمزارعين البيض توصلوا الى اتفاق لبدء مفاوضات حول مشكلة اعادة توزيع الاراضي. لكنه اضاف ان المحاربين القدامى لن ينسحبوا على الفور من المزارع المحتلة. وعلى سؤال حول التهديدات والاعتداءات التي تعرض لها عدد من مراسلي الصحافة الدولية اكد هونزفي انه "من الخطر في الوقت الحاضر" على الصحافيين البيض ان يتوجهوا الى المزارع المحتلة. وفي نيويورك اعرب الامين العام للامم المتحدة كوفي انان عن "تفاؤله" بعدما ابلغه موغابي ان المزارعين البيض وقدامى المحاربين اتفقوا على السعي لايجاد حل سلمي. وقال المتحدث باسم الاممالمتحدة فريد ايكهارد "ابلغ الرئيس موغابي أنان انه اجتمع لمدة خمس ساعات مع المزارعين وقدامى المحاربين وانه في احدى المراحل جمعهم معاً. وابلغ موغابي الامين العام انهم اتفقوا على نبذ العنف والسعي الى ايجاد حل سلمي". واتهمت الولاياتالمتحدة الحكومة الزيمبابوية بتشجيع العنف ودعتها الى "اعادة ارساء دولة القانون" وضمان حماية جميع المواطنين في النزاع القائم حول الاراضي. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية جيمس روبن "ندعو الحكومة الزيمبابوية الى اعادة ارساء دولة القانون وتحمل مسؤولياتها في حماية الحقوق السياسية وحقوق الانسان لجميع مواطني زيمبابوي". واضاف "ان فشل الحكومة في حماية جميع المواطنين ورفضها تطبيق قرارات القضاء كان لهما انعكاسات خطيرة على دولة القانون في زيمبابوي". واوضح روبن ان "تصرفات وتصريحات الحكومة الزيمبابوية شجعت احتلال المزارع بطريقة غير شرعية وتصاعد العنف السياسي" مندداً ب"الهجمات العنيفة على المزارعين البيض وعلى الذين يشاركون في التظاهرات السلمية والشرعية".