حمى المهرجانات السياحية والترفيهية السنوية التي تشهدها الدول العربية منذ مدة، أخذت تطرح تحديات على منظميها لابتداع الاساليب الباهرة من اجل الترويج لها في سياق المنافسة على تشجيع السياح والحضور المحلي والاجنبي. وتمهيداً لمهرجان مسقط العام الفين الذي سيقام بين 20 تشرين الاول اكتوبر و16 تشرين الثاني نوفمبر ستقوم "بهجة"، الطفلة العمانية البريئة والنقية، بدعوة العمانيين والسياح العرب والاجانب الى المشاركة في نشاطات المهرجان الذي تعده بلدية مسقط لهذا العام، ويتميز بالضخامة والتنويع لتزامنه مع العيد الوطني الثلاثين للسلطنة. و"بهجة" ليست كائناً عادياً، بل هي من صنع الكومبيوتر، وهي شخصية افتراضية ورمز للطفولة العمانية ستظهر على شاشات التلفزيون العربية والعالمية، بدءاً من آب اغسطس المقبل، بعد ان يكتمل تكوينها… الكترونياً. وهي شخصية فاعلة ومتفاعلة، في امكانك ان تحاكيها وتسألها عن نشاطات مهرجان مسقط العام الفين، لتجيبك وتدلّك الى امكنة المهرجان وتواريخ نشاطاته وانواعها. ويخطط المنظمون، لأن تصبح "بهجة" شخصية شهيرة شبيهة ب"باربي" او غيرها. فستطبع صورتها باللباس العماني التقليدي على قمصان "تي شيرت" وعلى فناجين القهوة، واكواب الشاي… ومثلما سيكون المهرجان تسويقياً اضافة الى كونه مجالاً لتفاعل حضاري وترفيهي وثقافي ستتحول "بهجة" الى سلعة تسويقية بمفهوم الدعاية السياحية والثقافية الحديثة. تم الاعلان عن قرب ولادة "بهجة"، من رحم الكومبيوتر، في احتفال نظّمته بلدية مدينة مسقط ليل اول من امس في فندق قصر البستان في العاصمة العمانية برعاية الامين العام لوزارة الخارجية العمانية السيد هيثم بن طارق آل سعيد، وحضور عدد كبير من افراد الاسرة المالكة والوزراء وكبار رجال الاعمال والسلك الديبلوماسي العربي والاجنبي وممثلي وسائل الاعلام المحلية والعربية. وقال رئيس البلدية عبدالله بن عباس بن احمد ان تزامن المهرجان لهذا العام مع العيد الوطني "دافع للمزيد من الجهد والتركيز في تفاصيله حتى يخرج برسالة تضيف الجديد الخلاّق وتحافظ على القديم الاصيل، ليكون تجمعاً حضارياً مبهراً ويوفر تسوقاً سياحياً حرفياً وينعش الحركة الاقتصادية… في وقت يعيش مجتمعنا جملة تحولات". ودعا بن احمد في كلمته خلال الاحتفال القطاع الخاص الى دعم الحدث. واذ يصادف العيد الوطني في 18 تشرين الثاني، تتواصل الاحتفالات به مع انتهاء المهرجان، قدّم رئيس شركة "بولي غرافيك" للاعلانات والرئيس العالمي السابق للمنظمة الدولية للاعلان مصطفى اسعد في كلمته شخصية "بهجة" وشرح عناصر الحملة الترويحية للمهرجان، التي ستبدأ في آب المقبل. وقال اسعد الذي تعاقدت معه بلدية مسقط ومع "الدار العربية للاعلان" التي يديرها في عمان محمد بن عثمان، من اجل الترويج للمهرجان وتنظيم بعض نشاطاته خصوصاً عروض الليزر، ان "بهجة" طفلة "تمثل بنقاوتها وبراءتها القيم التقليدية لبلدكم المميز. وكل ما تشاهدونه لقطات عما ستكون عليه نكتشفه من خلال عينيها ونختبره من خلال ردود فعلها". وقال ان المهرجان يعزّز السياحة النوعية والثقافة الترفيهية. وتخلل الاحتفال عرض بالليزر هو نموذج مصغّر لما ستكون عليه العروض اثناء المهرجان. وتضمن العرض ايضاً مشاهد لنوافير المياه الراقصة على انغام الموسيقى الحديثة. وهي نموذج من عروض كانت "بوبلي غرافيك" قدمتها في مهرجانات اخرى ضخمة، اهمها مهرجان "بيروت الفين" نهاية العام الماضي، ودعي القطاع الخاص الى رعاية الاحتفالات نظراً الى العائد الذي يمكن ان يجنيه منها. ويتضمن المهرجان، الذي ستتوزع نشاطاته التراثية والموسيقىة والثقافية والرياضية المختلفة على منتزه شاطئ السيب في مسقط وحديقة القرم المترامية الاطراف ومواقع اخرى في المدينة، عروضاً ومعارض للفنون والحرف الشعبية للدول التي دعتها بلدية المدينة للمشاركة في فعاليات الحدث، اضافة الى الازياء. وكانت 18 دولة شاركت في المعرض العام الماضي. وقال المهندس بن عباس بن احمد ل"الحياة" ان البلدية رصدت موازنة لانجاح المهرجان بقيمة ثلاثة ملايين ريال عماني، وقد تزيد مع التحضيرات له. واضاف رداً على سؤال: "لسنا في سباق محموم مع المهرجانات التي تقام في الدول الاخرى، وندعو الى تنسيق مواعيد هذه المهرجانات بين الدول. لكن مهرجان مسقط يتميز بأن في بلدنا عناصر جذب للسياحة بسبب طبيعته وقلاعه التاريخية وتضاريسه فضلاً عن شاطئه وحدائقه الواسعة، وجمال بيئته. ونعتبر ان عائد الاستثمار السياحي عندنا يجب ان يكون رديفاً لدخلنا من النفط". واكد بن طارق بن سعيد ان وزارة الخارجية ستتولى تسهيل دخول السياح الاجانب عبر تسريع اعطاء تأشيرات الدخول على المطار.