باندانغ الفيليبين - أ ف ب - قتل جندي فيليبيني واصيب أربعة آخرون بجروح في تبادل للنار أمس مع إسلاميين من مجموعة ابي سياف التي تحتجز 21 رهينة في جزيرة خولو جنوب، هددت بقطع رأسي اثنتين منهم. وأكدت الشرطة ان المواجهات وقعت عرضاً، وأن الجنود الذين يحيطون بمخيم للمتمردين لم يكونوا يعتزمون شن هجوم لتحرير الرهائن. وأدى التهديد بقتل رهينتين الى إثارة اجواء من التوتر والقلق بين الرهائن المصابين بوهن شديد، ويعاني عدد منهم من المرض. وأشار تقرير الشرطة الى ان تبادل النار اندلع بعد الظهر بالتوقيت المحلي في قرية تييس التي تبعد حوالي كيلومتر عن قرية باندانغ حيث الرهائن. وكان الإسلاميون التابعون لمجموعة ابو سياف الذين يقاتلون من أجل اقامة دولة اسلامية مستقلة جنوب الفيليبين، هددوا في وقت سابق بقطع راسي رهينتين من المخطوفين في حال لم يوقف الجيش عملياته ضدهم. وأعلن ناطق باسم مجموعة ابي سياف قدم نفسه على انه "ابو اسكوبار" لاذاعة فيليبينية: "إذا لم يوقف الجيش عملياته في اقليم باسيلان، فإننا سنقدم له هدية كبيرة. نرسل لهم رأسي رهينتين، ربما غداً أو في الايام المقبلة". وكان الجيش الفيليبيني حاصر نهاية الاسبوع مخيماً للجماعة في هذه الجزيرة على أمل الافراج عن الرهائن، إلا أنه لم يتمكن من ذلك. وهناك 27 شخصاً على الأقل، بينهم 22 طفلاً، محتجزون لدى الجماعة نفسها منذ 20 آذار مارس. ومن جهتهم، توسل السياح الرهائن الجائعون الذين يعانون من الانهاك السلطات الفيليبينية رفع حصارها عن المعسكر حيث يحتجزون بغية السماح بادخال المؤن والأغذية اليهم. ويرى المحتجزون أن أي محاولة من الجيش لمساعدتهم ستؤدي الى حمام دم، على حد ما اعلنوا للصحافيين الذين وصلوا مع اول قافلة اغاثة الى الرهائن الذين خطفوا في 23 نيسان ابريل في جزيرة سيبادان الماليزية. وانطلقت أمس قافلة ثانية من المساعدات. وعينت فرنسا، التي يوجد اثنان من رعاياها بين الرهائن، أمس ممثلاً رفيع المستوى للاتصال بالسلطات الفيليبية ومتابعة قضية رهائن خولو. وقالت المتحدثة باسم الخارجية ان غازو سوكريه "طلبنا منذ البداية من السلطات الفيليبية الحرص على سلامة الرهائن، وعدم القيام بأي عمل من شأنه تعريض سلامتهم". ورفضت مانيلا أي تدخل دولي لمصلحة الرهائن ولم يستبعد الرئيس استرادا تدخلاً عسكرياً ضد المتمردين. وأعلن الرهينة الفرنسي ستيفان لويزي "اننا نحظى بمعاملة جيدة ولكنهم الخاطفون لا يمكنهم توفير الكثير من المواد الغذائية والمياه لان المخيم محاصر بالجيش الفيليبيني". وقالت نلسا امين الطبيبة التي اجرت له فحصاً طبياً انه يعاني مع ذلك من التهاب "حاد" في البول. واضافت الطبيبة: "لقد بات يبول دما. هناك ضرورة لاجراء فحوصات في مختبر المستشفى. لا يمكننا اجراؤها هنا في الجبال". وقالت الطبيبة: "تحدثت معهم عن اعتبارات انسانية، ولكن الخاطفين ليسوا على استعداد للتراجع". وأوضحت انها اجرت فحوصات طبية ل21 رهينة ووجدت ان معظمهم "منهك". وأضافت أيضاً ان الرهينة الالمانية، رينات ووليرت، تعاني من جهتها من مشاكل قلبية وفي الرئتين ومن ارتفاع كبير في الضغط. وأكد ستيفان لويزي انه لم يكن لديهم إلا الرز للاكل ومياه الامطار للشرب. وأضاف: "لسنا معتادين على العيش في مثل هذه الظروف من الرطوبة". وقال الرهينة الفرنسي الذي ظهر الاثنين على شاشات التلفزيون في انحاء العالم في فيلم وثائقي صورته صحافية فيليبينية قبل يومين معصوب العينين ولحيته تغطي وجهه: "اننا نعاني من الاسهال، ولا مياه للشرب. والطقس بارد جداً في الليل". وبثت شبكة التلفزيون الفرنسية الخاصة "ال سي آي" أمس شريطاً مصوراً جديداً من دون الاشارة الى مصدره. وظهرت في هذا الشريط الرهينة الفرنسية سونيا واندلينغ تروي ظروف الاعتقال، وأوضحت "فقدنا المياه في الأيام الأخيرة، وأحياناً الاكل. ولكننا اليوم محظوظون اذ تمكنا من الحصول على المياه والاستحمام وتغيير الملابس. انني افتقد أهلي، وعائلتي أيضاً، ولا ادري اذا كانوا يعلمون شيئاً عني، ولكنني أود ان أقول لهم اننا جميعاً بخير". أما الرهينة الجنوب افريقية مونيك ستريدوم المحتجزة مع زوجها، فتعاني أيضاً من الحرارة والاسهال. وقالت: "يقولون اننا باقون هنا لمدة شهرين. لا اعتقد انه بامكاننا ان نتحمل ذلك". ومجموعة ابي سياف التي تضم ألف مناصر، هي الأصغر والأكثر راديكالية من المجموعتين المسلمتين المتمردتين اللتين تقاتلان في جنوب الفيليبين لإقامة دولة اسلامية.