بيروت، مانيلا، جولو - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - افادت السلطات الفيليبينية ان بعثة طبية تنقل مساعدات الى الرهائن ال21، وبينهم عشرة سياح اجانب احداهم لبنانية، المحتجزون في جبال جزيرة جولو وصلت الى الموقع بعد تعرضها لاطلاق نار. وفي اول صور فيديو التقطت للرهائن السبت الماضي وبثتها شبكة تلفزيون امس، شكت اللبنانية ماري ميشال معربس من غياب الاجراءات الامنية في جزيرة سيبادان الماليزية لدى تنفيذ جماعة ابو سياف الفيليبينية عملية الاختطاف. وهي المرة الاولى التي تنقل فيها مساعدات الى الرهائن وهم من سبع جنسيات مختلفة خطفوا في 23 نيسان ابريل الماضي من جزيرة سيبادان الماليزية من قبل مجموعة ابو سياف الاسلامية الفيليبينية. وكان مقرراً ان يبقى الطبيب ومساعده طوال الليل في المعسكر لمعالجة الرهائن في حين يعود ثلاثة صحافيين يرافقونهما الى جولو جنوب غربي ارخبيل الفيليبين. وكانت البعثة تعرضت لاطلاق نار لدى اقترابها من قاعدة ابو سياف. وقال الكولونيل روميو تولنتينو ان حراس القافلة المسلحين طلبوا من الجيش ارسال تعزيزات. واضاف انه ارسل كتيبة من مئة عنصر لدعم القافلة التي تضم طبيبا ارسلته السلطات وثلاثة صحافيين ومرافقين للمفاوض الرسمي نور ميسواري. وارسل ميسواري البعثة بعد ان حصل موفدوه على اذن من ابو سياف لتقديم مساعدة طبية للرهائن الذين يعاني بعضهم من مشكلات صحية. وبثت شبكة تلفزيون في سنغافورة امس اول صور فيديو للرهائن المحتجزين التقطتها السبت صحافية فيليبينية حصلت على اذن من الخاطفين. واظهرت الصور المعاناة التي يعيشها هؤلاء في ادغال جزيرة جولو، وهم مكدسون داخل ما يشبه كوخاً من الخيزران يتذمرون من الجوع ونقص المياه والانهاك. وقال الرهينة الالماني غنتر كورت الذي بدا شاحباً ومنهكا جداً ان "الامور تزداد سوءا ... الوضع هنا حساس جداً ويتفاقم يوماً بعد يوم". وطالب بتدخل عاجل من المجتمع الدولي. وخصوصاً من منظمة المؤتمر الاسلامي. وكانت جماعة ابو سياف طلبت الاسبوع الماضي تدخل منظمة المؤتمر الاسلامي والامم المتحدة بغية تسوية الازمة الراهنة. وتحتجز الجماعة كورت واثنين من مواطنيه هما ريناتا جورتا ومارك ووليرت، والفرنسيين سونيا وندلينغ وستيفان لوازي، والزوجين الجنوب افريقيين مونيك وكارل ستريدوم، والفنلنديين جوهان فرانتي سيبو وميركو جاهانين ريستا، واللبنانية ماري ميشال معربس، والفيليبينين لوريسيا دابلو ورولاند اوللاه وتسعة ماليزيين. ولا تزال الحال الصحية للرهائن على ما يبدو تتدهور منذ تصوير هذه المشاهد. واعلن ناطق باسم جماعة ابو سياف امس ان سيدة جنوب افريقية من بين الرهائن اغمي عليها على ما يبدو بسبب الانهاك والجوع. وقال الفرنسي ستيفان لوازي امام الكاميرا "لم نأكل شيئاً منذ امس 28 نيسان/ ابريل ونعاني جميعاً من مشكلات في الجهاز الهضمي". واضافت الفرنسية سونيا ودلينغ انها تأكل فقط "الارز ودائماً الارز"، وانها لم تتمكن من تغيير ملابسها الاّ مرة واحدة. وقالت "اريد ان اعود الى بلادي في اسرع وقت ممكن". وشرحت اللبنانية ماري ميشال معربس ان الاجراءات الامنية كانت شبه معدومة في جزيرة سيبادان الماليزية لدى تنفيذ المجموعة الفيليبينية عملية الاختطاف. وقالت ان "الجزيرة معزولة جداً، لم يكن هنالك أي جهاز امني او دورية. لقد كنا وحيدين على الجزيرة عندما اقتادونا". وشرحت معربس، التي يظهر الازرقاق تحت عينيها حال الانهاك التي تعاني منها، ان الرهائن اقتيدوا الى جزيرة جولو في ختام رحلة مضنية استمرت 20 ساعة على متن مركب. وقالت "الامور تبدو صعبة جداً. لم يتخذ اي قرار ولم يحصل شيء، لم يعد لدينا أي طعام أو أي شراب، وكنا ننتظر المطر لنحصل على الماء". وأضافت معربس "انا مشتاقة لعائلتي واريد ان اقول لابي وعائلتي في لبنان انني آسفة واننا في خير حتى الآن، لكن الأمور تزداد صعوبة". وسألتها الصحافية عن اجازتها في ماليزيا فردت متهكمة في أسى "هل تسمين هذه اجازة! هذه ليست اجازة". وعمّن تلوم قالت "لا ادري، اعتقد ان الجزيرة كانت معزولة. ولم يكن هناك امن ولا عنصر امن فيها، فجاءوا واخذونا". وكم استغرقت الرحلة قالت "20 ساعة، من دون مياه للشرب والناس كانوا يصلون كي لا يصابون بأذى، كان الامر صعباً". وهل ألحق بكم الاذى اجابت "لا ادري كيف اشرح ذلك. انه اذى معنوي. انظري، نحن كنا نعيش في أوروبا وجئنا... جئنا إلى هنا سعياً وراء الغطس فوجدنا انفسنا في الادغال مع كل الامراض التي نخاف ان نصاب بها. نحن لم نعتد على ذلك ولا نريد ان نعتاد عليه". ورداً على سؤال عما اذا كانت تعلم انها في الفيليبين، قالت "اردت ان اذهب الى الفيليبين. اعرف انني في الفيليبين الآن، ولا اريد ان اعود اليه. اعتقد انني لن اذهب أبداً الى أي دولة آسيوية بعد الآن".