استأنفت الفيليبين امس مفاوضاتها مع خاطفي السياح، فيما تحاول سفارات الدول التي ينتمي اليها المخطوفون ايصال بعض الاغذية اليهم لأنهم يعانون من وهن شديد ومعظمهم مصاب بالاسهال بسبب تلوث المياه التي يشربونها. وافادت صحافية فيليبينية امس ان الرهائن ال21 ومن بينهم عشرة اجانب يحتجزهم اسلاميون من جماعة ابو سيّاف بالكاد قادرون على السير من شدة الوهن، وكانت اول شخص تمكن من رؤيتهم منذ خطفهم الاحد الماضي في ماليزيا. وصرحت ارلين ديلا كروز الصحافية لدى احدى الاذاعات وتعمل لشبكة "اي بي اس-سي بي ان" ان مجموعة ابو سياف سمحت لها برؤية الرهائن للتأكد من انهم على قيد الحياة ولتزويدهم بالادوية والاغذية والملابس. والرهائن زوجان فرنسيان وثلاثة المان وزوجان من جنوب افريقيا ولبنانية وزوجان من فنلندا وتسعة من ماليزيا. وخطفوا الاحد الماضي على ايدي مجموعة من المسلحين في جزيرة سيبادان الماليزية المشهورة بالغوص تحت الماء واقتيدوا على متن قارب الى جزيرة جولو جنوب الفيليبين. واضافت دي كروز ان بعض الرهائن يعاني من الاسهال بسبب الماء الذي يشربونه، وكان الرز الغذاء الوحيد الذي سمح لهم بتناوله منذ الاحد. واضافت ان الرهائن "يأملون في ان لا تتم اي عملية عسكرية لأنهم سينقلون الى مكان آخر". وكانت معلومات سابقة اشارت الى انه تم تقسيم الرهائن الى مجموعات ونقلوا الى اماكن مختلفة. واوضحت ان الخاطفين لم يبلغوها بأي من مطالبهم بل "أرادوا ان أنقل المعلومات الى الصحف المحلية والدولية واؤكد وجود الرهائن هنا". ورفضت الادلاء بأي معلومات عن مكان وجود الرهائن التزاماً بالاتفاق الذي توصلت اليه مع مجموعة ابو سياف التي تحتجزهم وسمحت لها بالعودة الثلثاء المقبل. ويطالب المتمردون مقابل الافراج عن الرهائن باطلاق سراح رمزي يوسف الذي يعتبر العقل المدبر للاعتداء على مركز التجارة العالمي في نيويورك في 1993 ينفذ عقوبة السجن مدى الحياة في الولاياتالمتحدة. وشهد الوضع بعض التوتر امس بعيد اعلان السلطات الفيليبينية انها لن تستبدل المسؤول عن المفاوضات نزولاً عند طلب الخاطفين الذين هددوا بقطع رؤوس بعض الرهائن في حال رفض طلبهم. وكان متحدث باسم مجموعة ابو سياف طالب الجمعة بإبدال مسؤول المفاوضات الحالي الزعيم المتمرد السابق نور ميسواري بممثلين عن دول الرهائن. واعلن مستشار الامن القومي الكسندر اغيري في حديث الى التلفزيون "لا، لن نستبدل ميسواري نزولاً عند طلب مجموعة ابو سياف". وقال اغيري "يجب ان يدركوا انهم لا يمكنهم ان يطلبوا اي شيء آخر، فهم الآن يتعرضون للهجوم"، في اشارة الى الهجوم الذي شنه الجيش على مخيم لمجموعة ابو سياف في جزيرة باسيلان حيث تحتجز مجموعة اخرى من الرهائن 27 شخصاً من الفيليبيين من بينهم أطفال. وطلبت مجموعة ابو سياف من الاممالمتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي ممارسة الضغوط على الفيليبين من اجل وقف الهجوم على باسيلان حيث سيطر الجيش الفيليبيني بحسب المسؤولين في مانيلا على 80 في المئة من قاعدة المتمردين. من جهته، اعلن الجنرال ديوميديو فيلانويفا الذي يتولى قيادة القوات العسكرية الفيليبينية في الجنوب ان الهجوم على باسيلان "سيستمر حتى نفرض سيطرتنا الكاملة على المنطقة بكاملها بأسرع وقت".