استقبل الرئيس حسني مبارك امس الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي وصل الى القاهرة بعد جولة له شملت ايطالياواسبانيا. وجرت جلسة محادثات ثنائية عقبها جلسة موسعة ضمت من الجانب الفلسطيني، وزير الحكم المحلي الدكتور صائب عريقات ونبيل ابو ردينة المستشار الصحافي للرئيس ياسر عرفات والسفير الفلسطيني في القاهرة زهدي القدرة، ومن الجانب المصري حضرها الدكتور اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس حسني مبارك. وصرح مصدر فلسطيني ل"الحياة" بان المحادثات تناولت اخر تطورات العملية السلمية في الشرق الاوسط. واوضح ان عرفات عبر عن استيائه للرئيس المصري بسبب مماطلة اسرائيل وعدم تسليمها القرى الثلاث المتاخمة للقدس وهي ابو ديس والعيزرية والسواحرة على رغم ان قرار الانسحاب من هذه القرى بيد الحكومة الاسرائيلية. وقال ان عرفات نقل للرئيس المصري "قلق وغضب الشارع الفلسطيني وشكوكه في الجانب الاسرائيلي بسبب عدم الافراج حتى الآن عن الاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية الذين كان مفروضاً ان يتم اطلاقهم طبقاً لاتفاق شرم الشيخ الذي وقع في ايلول سبتمبر الماضي". واشار المصدر ان الرئيس المصري، ابدي تفهمه للقلق الفلسطيني واعلن تأييده لموقفهم ازاء شكوكهم في النوايا الاسرائيلية. واوضح المصدر ان الرئيس عرفات اطلع الرئيس حسني مبارك على نتائج المفاوضات السرية التي جرت في ستوكهولم بين الفلسطينيين والاسرائيليين والتي يتوقع ان تستأنف قريباً في محاولة للتوصل الى اتفاق اطار فلسطيني- اسرائيلي من شأنه ان يضع الخطوط العريضة لاي اتفاق نهائي، بالاضافة الى نتائج المحادثات التي اجراها في اسبانيا في ضوء الزيارة التي سيقوم بها الرئيس المصري الى اسبانيا غداً والتي سيجري خلاها محادثات مع كبار المسؤولين هناك تتناول العملية السلمية وآخر المستجدات على المسار الفلسطيني. الى ذلك، ا ف ب اعتبر الرئيس الفلسطيني أول من امس في مدريد ان الانسحاب الاسرائيلي من جنوبلبنان "هو قبل كل شيء انتصار للسلام" في رد ضمني على دعوات الى المقاومة المسلحة اطلقتها حركتا "حماس" و"الجهاد الاسلامي". واكد عرفات في مؤتمر صحفي عقده مع رئيس الحكومة الاسبانية خوسي ماريا اثنار ان الانسحاب "قبل كل شيء انتصار للسلام، وبعد تنفيذ قرار الاممالمتحدة رقم 425 يجب العمل على تنفيذ القرار رقم 242"، داعيا اسرائيل الى الانسحاب من الاراضي الفلسطينيةالمحتلة، داعياً الى تضافر الجهود لضمان "اقامة سلام عادل ودائم في الشرق الاوسط". وردا على سؤال عن مدى ثقتة برئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك قال عرفات بشكل ديبلوماسي ان "من المهم جدا ان تتواصل عملية السلام" وان تستأنف المفاوضات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية التي علقت في الحادي والعشرين من الشهر الجاري بسبب اندلاع موجة من الاحتجاجات العنيفة في مختلف انحاء الاراضي الفلسطينية. واضاف عرفات الذي وصل صباح الجمعة الى مدريد وغادرها مساء اليوم نفسه، انه اجرى "محادثات مهمة وايجابية مع العاهل الاسباني" خوان كارلوس من دون ان يوضح فحواها. من جهة أخرى غزة - "الحياة"، أشاد الرئيس ياسر عرفات بالمملكة العربية السعودية، وشكر الأمير الوليد بن طلال على تبرعاته السخية للشعب الفلسطيني وذلك بعد أن افتتح معه المقر الجديد ل"جمعية الحق في الحياة" لأطفال متلازمة داون المنغوليين في مدينة غزة، الذي تبرع الأمير السعودي بجزء من كلفته الاجمالية البالغة نحو 1.8 مليون دولار أميركي. وتبرع الأمير الوليد بن طلال بمبلغ مليون دولار أميركي لإعادة تأهيل وترميم المسجد العمري وسط مدينة غزة، الذي يعتبر من أقدم المساجد في فلسطين.