جاكارتا - أ ف ب - قتل 32 شخصاً على الأقل واصيب 52 آخرون بجروح في صدامات بين المسيحيين والمسلمين في شمال مولوكو جزر البهار، فيما تظاهر مئات الطلاب في جاكارتا وأضرموا النار في عدد من السيارات والمتاجر. وقال مسؤول في جمعية كنائس هالماهيرا كبرى جزر شمال الارخبيل ان مجموعات من المسلمين وصلت عن طريق البحر فجر الخميس وهاجمت غاليلا وتوبيلو موقعة 26 قتيلاً من المسيحيين. وأكدت وكالة الأنباء الاندونيسية الرسمية حصول الصدامات، مشيرة إلى أن العدد الاجمالي للضحايا بلغ أمس 32 قتيلاً و52 جريحاً. وأضافت الوكالة انه تم تدمير خمسين منزلاً على الاقل. وأعلن المسؤول الكنسي نقلاً عن شهود ان "المعتدين وصلوا يحملون بنادق آلية على متن زوارق سريعة"، مؤكداً أن عدداً من الضحايا احرقوا أحياء. وتابع ان المهاجمين مسلمون من قرية سواسيو المجاورة وأعضاء في منظمة "عسكر الجهاد" الاسلامية المتطرفة التي ينتمي اليها أكثر من 10 آلاف شخص. وتلقى مئات من عناصرها الشهرين الماضيين تدريبات عسكرية في ضاحية جاكارتا، كما ساروا في شوارع المدينة حاملين اسلحة واحتلوا مقر البرلمان. وأصدر الرئيس عبدالرحمن وحيد أوامر لمنعهم من التوجه الى ملوكو حيث تمكن مئات منهم منذ مطلع الشهر من التسلل الى هذه المنطقة. وتصادف وصولهم مع استئناف المواجهات في العاصمة الاقليمية التي اضطر اعضاء المنظمات غير الحكومية الذين يقدمون المساعدة الى السكان الى الانسحاب منها الاسبوع الماضي. وفي الاسبوع الماضي طلب ممثلو الطائفة المسيحية بارسال قوة دولية. ومنذ كانون الثاني يناير 1999، تاريخ بدء المواجهات الدينية في ملوكو، قتل ثلاثة آلاف شخص على الأقل. وكانت ملوكو مثالاً للتعايش بين المسيحيين والمسلمين. وتاريخياً يمثل المسيحيون من الكاثوليك والبروتستانت غالبية في هذا الارخبيل، لكن وصول المسلمين طوعاً أو بتحريض من الحكومة من مناطق أندونيسية أخرى، زعزع التوازن التقليدي للمجتمع. على صعيد آخر، قال شهود إن مجموعات من الطلاب هاجمت أمس آليات للشرطة والجيش، فاحرقت بعضها وألحقت اضراراً بأخرى. وبدأت العملية، التي يبدو انها اعدت ونسقت جيداً، عند الصباح في الوسط السكني والاداري لجاكارتا. واقام المتظاهرون حواجز على الطرق واوقفوا سيارات تحمل لوحات للشرطة او الجيش، وانزلوا الركاب منها قبل ان يرشقوها بالحجارة ثم يضرموا النار فيها. وأكد رجل شرطة ان "بعض الطلاب كانوا يحملون ركاب السيارات وينقلونهم الى مكان آمن". واحصى في ساحة "بيانفينو"، التي تعتبر مركزاً لجاكارتا، أربع سيارات محترقة في وسط الشارع. وتشكل هذه الاعتداءات على ما يبدو انتقاما للطلاب بعد التدخل الوحشي لقوات الأمن ضد متظاهرين كانوا يطالبون بمحاكمة الرئيس السابق سوهارتو بتهمة الفساد.