جاكارتا - رويترز، أ ف ب ذكرت وكالة "انتارا" الرسمية أمس الخميس ان مسجداً أحرق وتعرض مسجدان للتخريب في احدى مدن جزيرة بورنيو. وتهدد الصراعات الطائفية والدينية وحدة اندونيسيا التي تشهد اضطرابات يومية احتجاجاً على الغلاء وعلى تدخل الجيش في الحياة السياسية. وفي محاولة لتهدئة الأوضاع أعلن الرئيس يوسف حبيبي السابع من حزيران يونيو المقبل موعداً لاجراء انتخابات عامة. وهاجم مئات الأشخاص بالحجارة عدداً من المساجد ومنازل المسلمين في جزيرة روتي شرق اندونيسيا التي تقطنها غالبية من المسيحيين. واوضح ضابط يعمل في هذه الجزيرة الواقعة جنوب غربي جزيرة تيمور، ان 11 متجراً تعرضت للنهب الاربعاء وان نحو عشر عائلات، بعضها أصله من جاوا، اضطرت الى اللجوء الى مراكز الشرطة. وقال المسؤول الامني إن "عدداً من المساجد تعرض لهجوم بالحجارة. وفرض النظام مجدداً ولكن لا يمكن ان نتحدث عن عودة الهدوء". واشار الى ان حالة البحر لم تسمح بوصول تعزيزات "ولكننا في حال استنفار وعلى استعداد للتدخل اذا ما تجددت الاضطرابات". وتتبع جزيرة روتي محافظة "ايست نوسا تينغارا" التي شهدت عاصمتها كوبانغ مطلع الاسبوع، تظاهرات معادية للمسلمين. وتسلط الاضطرابات التي وقعت في الآونة الأخيرة بين المسلمين، وهم الغالبية في اندونيسيا والمسيحيين، الاضواء على صراعات طائفية يحذر محللون من انها تشكل أكبر تهديد لوحدة البلاد. وتحتدم الخلافات الدينية منذ قرون في هذا الارخبيل الهائل الذي يمتد 5000 كيلومتر في المنطقة الاستوائية. وكانت الصراعات تقمع في عهد الرئيس سوهارتو الذي استمر 32 عاماً بدعم من العسكريين قبل أن يجبر على التنحي في أيار مايو الماضي. وبعدما ساءت سمعة العسكر بسبب سقوط قتلى في تظاهرات تطالب بالديموقراطية في وقت تعاني اندونيسيا من ازمة سياسية واقتصادية حادة عادت هذه الصراعات الى الظهور. وحذر المحلل المستقل سودياتي ديواندونو من ان الصراع الديني يمثل أكبر خطر يتربص برابع أكثر بلاد العالم ازدحاما بالسكان. وقال ديواندونو "ولاء الناس الديني أقوى من أي ولاء عرقي أو غيره ولذلك فان مستوى الصراع سيكون أكبر بكثير". ويشكل المسلمون 90 في المئة من سكان اندونيسيا 200 مليون نسمة ما يجعلها أكبر دولة اسلامية في العالم. ويشكل المسيحيون تسعة في المئة من السكان والباقي هندوس وبوذيون. وغالبية سكان جاوة مسلمون، ولكن الهندوس أكثرية في جزيرة بالي السياحية المجاورة0 وغالبية السكان في مناطق نائية في سولاويزي وتيمور الشرقية، وهي مستعمرة برتغالية سابقة من المسيحيين. وكان "النظام الجديد" في ظل حكم سوهارتو يفتخر بأنه يعد مثالاً للتسامح الديني العالمي. ولكن هذا التسامح يواجه امتحاناً الآن. في 22 تشرين الثاني نوفمبر سقط 13 قتيلا على الاقل في صدامات دامية بين المسلمين والمسيحيين في جاكرتا. واهتزت مدينة كوبانغ الشرقية الاثنين بعنف طائفي، إذ أضرم شبان النار في مساجد عدة. وخلال الاعوام القليلة الماضية أحرقت مئات الكنائس. كما روع في الاونة الاخيرة الجزء الشرقي من جزيرة جاوة بموجة من القتل استهدفت مسلمين و"سحرة سود" مزعومين.