بعد مسلسل "عودة غوار" الذي أثار الكثير من السجال، يبدأ الفنان الكوميدي دريد لحام بتصوير مسلسله الجديد "عائلتي وأنا" في ثاني تجربة له مع الكاتب حكم البابا بعد مسلسل "أحلام أبو الهنا" والأولى مع المخرج حاتم علي. ويشاركه تمثيلاً سلمى المصري وليلى جبر وجيما دريوسي وقصي الخولي، ويحل بعض الفنانين ضيوف شرف ومنهم وفاء موصللي وسوسن ميخائيل وعصام عبه جي وعلي كريم وصبحي الرفاعي وجرجس جبارة وإيمان عبدالعزيز. "عائلتي وأنا" دراما كوميدية تعتمد تقديم صور من الحياة اليومية ومفارقاتها وتفاصيلها، عبر مشاهد مضحكة ونقد اجتماعي ساخر ولاذع. وسبق أن قدم الكاتب حكم البابا أعمالاً مشابهة لها كما في مسلسل "عيلة خمس نجوم" و"أحلام أبو الهنا". والمسلسل يعتمد موقع التصوير الواحد، وكما يقول، الكاتب هو محاولة منه لتحدي النفس كتابياً وتقديم عمل يحمل التشويق والمتعة للمشاهدين من دون أن يشعروا بالملل، وفيه الكوميديا الخفيفة التي تلامس هموم الناس والتي تكون نوعاً من المفكرة اليومية لحياتنا. الفنان دريد لحام يجسد شخصية "مطيع" الرجل العادي ورب الأسرة البسيط الذي يمثل الشريحة العامة في المجتمع. ويقدم من خلالها شخصية لم تظهر في أعماله السابقة سواء في المسرح أو السينما أو التلفزيون، وهي كما يقول عنها "أقرب الى شخصيتي اليومية فهنا لست غوار أو أبو الهنا أو أي شخصية أخرى". وتؤدي الفنانة سلمى المصري التي سبق أن شاركت الفنان دريد لحام في أعمال مسرحية فتؤدي في التجربة التلفزيونية الأولى معه دور ربة الأسرة، زوجة مطيع والأم لولدين، وهي تنتمي أصلاً الى البيئة الشعبية وتتحول أوضاع زوجها المادي ما يدفع بالأسرة الى الانسلاخ عن واقعها، وتتوجه نحو الأثرياء، ليتغير سلوكها ومفاهيمها الحياتية فتصبح تبالغ في حديثها لتظهر أمام علاقاتها كامرأة ارستقراطية بكل ما تحمله من مظاهر هذه الطبقة. وعلى رغم تردي مستوى العائلة المادي في مراحل لاحقة من حياتها، تصر على البقاء في ظلال هذه العلاقات، جاهدة لأن تبقى في كنف الأغنياء، حتى يصل بها الأمر في سعيها نحو المظاهر الخادعة الى الكذب على الآخرين لتوقع زوجها في مشكلات معهم. الفنان الشاب قصي خولي يمثل للمرة الأولى في عمل كوميدي بعد مشاركته الأخيرة في فيلم "الغفران" للمخرج ثائر موسى، فيقوم بدور الابن ويقول عنه "عملي في مسلسل "عائلتي وأنا" التجربة الأولى لي في مجال الكوميديا التلفزيونية إذ سبق أن شاركت في المسرح بأدوار ذي ملامح كوميدية. وهنا أقول إن الكوميديا خيار صعب، ليس من السهل تجسيده. أنا سعيد بالوقوف أمام الفنان الكبير دريد لحام، فالعمل معه يعد تجربة مهمة". أما الفنانة الشابة جيما دريوسي التي شاركت الفنان دريد لحام في كل أعماله الأخيرة، فتجسد شخصية ابنه مطيع. وعن دورها قالت "الشخصية كوميدية، في عائلة تعيش حياة فيها الكثير من المفارقات بسبب الأولاد الذين يستفزون والدهم حتى يفقد اتزانه ويخرج عن طوره في بعض الحالات. في الحقيقة أمثل شخصية ابنة شقية أمام الاخرين وأظهر أمام والدي مطيعة، وهو دائم الرضى عني. مخرج العمل حاتم علي الذي ترك التمثيل واتجه نحو الإخراج، وكان مسلسل "الفصول الأربعة" الذي عرض في رمضان الماضي، ولاقى نجاحاً جماهيرياً واسعاً من أهم أعماله، تحدث الى "الحياة" عن أسلوب العمل الإخراجي والفرق بين العمل الكوميدي والعمل الاجتماعي "ليس هناك فارق كبير بين إخراج عمل كوميدي أو نوع آخر من الأعمال، وأعتقد أن النظر الى العمل الكوميدي يجب أن تتغير، على أنه فن راق، وهذه النظرة لا ترتبط بطريقة عمل المخرج أو الممثلين فقط بل تتعلق بالإنتاج أيضاً". ماذا تعني بالإنتاج؟ - العمل يعامل إنتاجاً على أنه من الصف الثاني، وبالتالي تخصص الموازنات الضخمة للأعمال التاريخية أو الفانتازية، في أعمالنا العربية نعيش حال نقص في الأعمال الكوميدية، وإن وجدت فغالباً ما تميل الى تسطيح الحياة وإلى القفز فوق المنطق والواقع، وبنتاج سريع من دون أن تخضع للتدقيق الفني، وغالباً ما تأتي الأعمال الكوميدية أقل مما نرجو. هل من الضروري أن يتصف المخرج الكوميدي بروح مرحة؟ - ليس ضرورياً أن يكون بهذه المواصفات. فأنا مثلاً نفسي أفتقد الى الروح المرحة وأعترف بأنني غير قادر على رواية نكتة. ماذا عن تعاونك مع الفنان دريد لحام؟ - فرصة كبيرة لي أن أتعاون مع فنان متميز يشكل جزءاً من ذاكرة جيل كامل، أنا أحد أفراده، لمست من خلال عملي معه أنه رجل متفهم، يسعى الى بناء علاقة إبداعية مع الطرف الآخر. وأعتقد أن هذه ميزة كل فنان مجتهد وناجح. وماذا عن عملك الجديد "عائلتي وأنا"؟ - العمل يحمل الكثير من الإشكالات التي تحتاج الى فهمها، إنه عمل يدور في مكان واحد وبشخصيات محددة، وهذا يحتاج الى تقنية جيدة كي لا يشعر المشاهد بالملل. بطل العمل رجل تاجر يجد نفسه على حافة الإفلاس، ونتيجة توقف أعماله يلتفت الى قضايا أسرته ليكتشف أنها كانت تسير في اتجاه التفكك، فيبدأ بإصلاح أحوالها والعودة بها الى التعاون والتماسك. وهذا الرجل يجسد دوره الفنان دريد لحام. والشخصية جديدة عليه. في مسلسل "أنا وعائلتي" يكاد الفنان دريد لحام يقلد نفسه، بمعنى أن ليس هناك أي مبالغة أو تقديم نمط ما، بل إن الأداء عموماً وهذا ينطبق على الآخرين أيضاً، يجنح نحو الطبيعية وأعتقد أن هذه مغامرة في حد ذاتها، أداء وإخراجاً. في عملنا كما أي عمل آخر، سيحمل وجهة نظر مخرجه في الفن والحياة. وسيكون تعبيراً فنياً عنها وسيحمل الأسلوب الذي تم بناؤه وتطويره في الأعمال السابقة، وآخرها "الفصول الأربعة".