لم تظهر اي مؤشرات الى وقف الحرب الدائرة بين اثيوبيا واريتريا منذ اسبوعين، على رغم إعلان اسمرا الانسحاب من مدينة زال امبسا، اهم المناطق الحدودية المتنازع عليها بين البلدين، وتأكيد اديس ابابا ان قواتها استعادتها بعد معارك ضارية ورفعت العلم الاثيوبي فوق المدينة منتصف ليل الاربعاء - الخميس. وعمت العاصمة الأثيوبية احتفالات عارمة رسمية وشعبية بالنصر. ولم يستطع مراسل "الحياة" الدخول الى وسط زال امبسا لدى زيارته المنطقة قبل ساعات من سقوط المدينة، لكنه علم من آخر نقطة وصل إليها على مسافة سبعة كيلومترات من المدينة انها سويت بالارض. راجع ص 6 وعلى رغم الهزيمة العسكرية التي منيت بها اريتريا امس وقبولها باعادة نشر قواتها من الحدود وإعادة كل المناطق المتنازع عليها الى ما كانت قبل اندلاع النزاع في السادس من ايار مايو 1998، فإن اثيوبيا رفضت وقف المعارك "قبل ان تتثبت من انسحاب اريتريا من كل الاراضي الاثيوبية المحتلة". كما رفضت سحب قواتها من الاراضي الاريترية التي احتلتها خلال الاسبوعين الماضيين لدى تجدد المعارك. ومع سقوط زال امبسا، الواقعة على بعد 155 كلم جنوب اسمرا، في ايدي الاثيوبيين، لم يبقَ من المناطق المتنازع عليها بين الجانبين سوى منطقة بوري القريبة من ميناء عصب المطل على البحر الاحمر. وكان الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة رئيس الدورة الحالية لمنظمة الوحدة الافريقية وصل فجأة مساء الأربعاء الى اديس ابابا واجرى محادثات مع رئيس الوزراء ملس زيناوي في محاولة جديدة لاقناعه بوقف الحرب، وانتقل امس الى اسمرا واجرى محادثات مماثلة مع الرئيس اساياس افورقي الذي جدد له موافقته على الاقتراحات التي عرضتها المنظمة الافريقية، وكذلك على الاقتراحات الاخيرة التي عرضها اخيراً السيد احمد اويحيى مبعوث الرئيس الجزائري، وتنص على سحب القوات الاريترية الى حدود ما قبل ايار 1998.