} تصاعدت حدة المعارك امس بين القوات الاثيوبية والقوات الاريترية على الجبهة الوسطى، حيث نفت أسمرا حصول أي تقدم اثيوبي، معلنة ان قواتها صدت الهجوم واسقطت اربع مقاتلات "ميغ -23" حاولت قصف مواقعها، فيما نشطت الجهود الديبلوسياً مجدداً بوصول الرئيس الجزائري رئيس الدورة الحالية لمنظمة الوحدة الافريقية فجأة الى اديس ابابا امس في محاولة لتنفيذ اقتراحات سلام جديدة عرضه مبعوثه الخاص احمد اويحيى على طرفي النزاع. أعلن السيد أحمد أويحيى المبعوث الخاص للرئيس الجزائري الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمنظمة الوحدة الافريقية بعد سلسلة جولات مكوكية بين العاصمتين الاثيوبية والاريترية، انه عرض في اسمرا واديس ابابا اقتراحات جديدة في إطار الخطة الافريقية "إطار العمل" لحل النزاع ووقف الحرب التي تجددت قبل اسبوعين. وأكد ان اثيوبيا وافقت على اقتراحاته، لكنه لا يستطيع تأكيد موافقة اريتريا لأنه لم يستطع لقاء رئيسها اساياس افورقي للحصول منه على موافقة رسمية. لكن مدير مكتب الرئيس الاريتري يماني غبري مسكيل أكد ل"الحياة" في اتصال هاتفي أمس "ان وزير الخارجية الاريتري هايلي ولد تنسأي اجتمع مع اويحيى واكد له موافقة الحكومة الاريترية على اقتراحاته". واعتبر ان المبعوث الجزائري "فشل في إقناع اديس ابابا التزام بنفيذ ما وافقت عليه اسمرا منذ فترة". وقال اويحيى في تصريح ل"الحياة" امس في اديس ابابا :"ان الجهود التي تبذلها المنظمة الافريقية حالياً تركز على محاولة اقناع طرفي النزاع بوقف النار والتزام تنفيذ الاقتراحات الافريقية لتجنب سفك الدماء". وأوضح انه عرض خلال جولته المكوكية على كل من اثيوبيا واريتريا "اولاً، ان يصدر عن كل من طرفي النزاع بيان رسمي يؤكد فيه استعداده سحب قواته من المناطق المتنازع عليها. وثانياً، ان تلتزم اريتريا الموافقة رسمياً على سحب قواتها من المناطق التي تدعي اثيوبيا انها تابعة لها، وإعادتها الى الادارة المدنية التي كانت فيها قبل السادس من ايار مايو 1998 وقت اندلاع النزاع، "وثالثاً، ان تعلن اثيوبيا في بيان رسمي ان ليس لديها أي مطامع في الاراضي الاريترية التي استولت عليها اخيراً" خلال الاسبوعين الماضيين. وأشار اويحيى إلى أن اثيوبيا رحبت بالاقتراحات الافريقية. وقال: "لا يمكننا وفد المنظمة التأكيد على ان اريتريا وافقت على هذه الاقتراحات، وذلك لعدم تمكننا من لقاء الرئيس الاريتري اساياس افورقي. لكننا عرضنا اقتراحاتنا على كبار المسؤولين في اريتريا، وفي مقدمهم وزير الخارجية هايلي ولد تنسأي خلال اجتماعنا معه". ورداً على سؤال عن مدى امكان نجاح وساطته، قال :"نأمل بأن نتوصل الى حل سلمي للنزاع بعد تأكيد الطرفين التزامهما معظم بنود الاقتراحات الافريقية". وعن زيارة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الى اديس ابابا امس، قال: "انه قرر ان يقطع كل جولاته التي كان يقوم بها على بعض الدول العربية، وجاء بنفسه في محاولة للتوصل الى حل سلمي، وذلك بعدما اطلعته على نتائج محادثاتي في اسمرا واديس ابابا". وكان بوتفليقة بعث برسائل الى كل من افورقي ورئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي حضهما فيها على وقف النار بين بلديهما. ورأى "ان المأساة التي يشهدها البلدان تكتسي ابعاد كارثة حقيقية كان في الامكان تجنبها والحفاظ على الأرواح البشرية التي لا تُعوض". وأشار الى ان ايفاد مبعوثه اويحيى الى المنطقة "كان في محاولة لاعادة مد جسر الحوار بين الطرفين لوضع حد للمواجهات المسلحة والعودة الى طاولة المفاوضات في اسرع وقت". وعلى صعيد العمليات العسكرية، أكدت الناطقة باسم الحكومة الاقيوبية سولومي تاديسي في بيان امس، ان قوات بلادها ما زالت تواصل هجماتها ضد القوات الاريترية في جبهة زال امبسا حيث استولت على مواقع مهمة. لكن اريتريا نفت، في بيان امس، حصول اي تقدم للقوات الاثيوبية في الجبهة الوسطى، واكدت ان المعارك مستمرة بضراوة، وان القوات الاريترية اسقطت اربع مقاتلات اثيوبية من طراز "ميغ -23" الى جانب "تكبيد الجيش الاثيوبي خسائر فادحة في تلك الجبهة". إلى ذلك، احتفلت العاصمة الاريترية مساء امس باعياد الاستقلال بعدما اختصرت الاحتفالات الى يومين بدل أسبوع بسبب الحرب المندلعة على الحدود. وجرت الاحتفالات في اجواء لا توحي بأن حرباً مندلعة في مناطق قريبة، باستثناء مشاهد توديع عدد من افراد قوات الدفاع الاريترية المتوجهين صوب جبهات القتال. وألقى افورقي كلمة امام المحتفلين في اول ظهور علني له مند تجدد المعارك. وأكد أن "الشعب الاريتري يمر بامتحان صعب من جراء الغزو الاثيوبي وسيطرته على اجزاء من ارضه". وأشار الى "ان على المجتمع الدولي ان يتخلى عن صمته ويقوم بواجبه في تقديم العون الى حوالي مليون مواطن اريتري تضرروا من الحرب الأخيرة".