اطلع وزير الامن الداخلي الاسرائيلي شلومو بن عامي الرئيس حسني مبارك على مستجدات عملية السلام على المسار الفلسطيني وطلب منه المساهمة في ايجاد جو ملائم لدفع المفاوضات، لافتا الى ان الهدوء بدأ يعود الى الاراضي الفلسطينية، وان المفاوضات ستسأنف حتما من اجل التزام المهل الزمنية للتوصل الى الاتفاقات. وكان الرئيس المصري استقبل بن عامي والوفد المرافق له صباح أمس في مقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة، بحضور الدكتور اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري وسفير اسرائيل في القاهرة تيزفي مزائيل. وصرح بن عامي عقب اللقاء بأنه أحاط الرئيس المصري علماً بآخر تطورات عملية السلام والتوجهات العامة للسياسة الاسرائيلية تجاه عملية السلام. ورداً على سؤال هل نقل لمبارك رسالة محددة من باراك، قال: "لا توجد رسالة محددة، لكني تناولت مع مبارك وجهات نظرنا تجاه التطورات في الموقفين اللبناني والفلسطيني والطريقة التي تسير بها عملية السلام". واضاف: "إننا نتوقع أن يكون لمبارك تأثير معتدل على الاطراف المختلفة ونشعر بأن الرئيس يرغب في أداء هذا الدور"، موضحاً ان "المطلوب هو إحراز تقدم في عملية السلام والوصول الى اتفاق في شأن الوضع النهائي في إطار الجدول الزمني المتفق عليه، اذ يعي الجميع ضرورة الوصول قبل نهاية حزيران يونيو المقبل الى موقف يساعد في التوقيع على اتفاق إطار بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني". واعتبر ان التوصل الى اتفاق إطار سيعكس تقدماً في عملية السلام، مع الاعتراف بوجود صعوبات وفجوات في مواقف الجانبين. وذكر أنه على رغم ان "هذه الفجوات كبيرة، إلا أننا نعمل على تضييقها وتوفير المناخ لعقد لقاء قمة فلسطيني - اسرائيلي خلال حزيران يونيو المقبل في الولاياتالمتحدة للبحث في إمكان اتخاذ القرارات الأكثر صعوبة". وقال بن عامي إن هناك "مؤشرات الى بدء عودة الهدوء الى الاراضي الفلسطينية، وسنستأنف المفاوضات حتماً خلال أيام لأن لدينا جدولاً زمنياً يتوقع التزامه". وأكد ان اسرائيل تعتزم تنفيذ القرار 425 نصاً وروحاً وتتوقع ان تتصرف الاطراف العاملة في لبنان انطلاقاً من روحية هذا القرار. واشار الى أن اسرائيل "ستنسحب من جنوبلبنان خلال وقت قريب جداً وربما يتم الانسحاب خلال أيام، ولهذا لا نرى سبباً للتحرش باسرائيل أو سكان القرى في شمال اسرائيل، ونتوقع من الاطراف العاملة في لبنان التزام القرار 425". وفي وقت لاحق، لخص وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى الموقف المصري من انسحاب اسرائيل من جنوبلبنان قائلا: "لماذا يكون رد فعلنا غير مؤيد لذلك؟"، مؤكداً ان "الانسحاب يعتبر ضرورة وكلما تم بسرعة كان ذلك أفضل". وعن الوضع على المسار الفلسطيني، أوضح موسى أن ذلك الموضوع "نوقش خلال اجتماع مبارك وبن عامي، لكن لا بد أن ننتظر النتائج التي ستسفر عنها الاتصالات على المسار الفلسطيني"، مشيرا الى ان الاتصالات يجب أن تظل مستمرة خلال هذه الفترة. ورداً على سؤال عن تعليق المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية وطلب اسرائيل سحب الوفد المفاوض الاسرائيلي، قال موسى: "إن المفاوضات السلمية والايجابية هي التي تتعامل مع جميع الأزمات الحالية وتنقلنا الى وضع مختلف".