قدمت الفنانة اميرة فهمي 18 شخصية كرتونية مستخدمة ألوان الباستيل المختلفة من خلال معرضها الذي اقيم في أتيليه القاهرة - قاعة الشباب - تحت عنوان "اشراقة". وتتناول اللوحات مزيجاً من الشخصيات الكرتونية المتعارف عليها في افلام الكرتون التلفزيونية للاطفال، ولكن باسلوب الفنانة التحويري الذي يتناغم وروح الشفافية عند الاطفال. وقد حاولت الفنانة استخدام الحوار الوصول الى وعي الطفل وحسه معاً، وذلك عن طريق اللعب بالاشكال والالوان المحبوبة لديه مستخدمة كل الوسائط اللونية الممكنة لاقلام الباستيل بدرجاته الفاتحة والمتفائلة بما يتناسب وابعاد المضمون الخاص بكل عمل على حدة. فهناك لوحة تعبر عن العلاقة الطيبة بين الطيور في شكل حواري دافئ تتداخل فيه الوحدات اللونية التي توحي بوجود الصحراء والخطوط الخاصة بأشكال أو صور النباتات المختلفة. وفي بعض اللوحات تهتم الفنانة بتحوير الوجوه والاشخاص من خلال استخدام منحنيات الخط واللون في علاقات متداخلة توحي بتعبيرات نفسية مختلفة لبعض الوجوه الانسانية. كذلك اهتمت ببعض الحركات المساعدة في تحريك كل شخصية كرتونية قامت برسمها. وركزت الفنانة على استخدام الألوان الاساسية كالاحمر والاخضر والازرق واستعانت بمزج بعض الألوان للحصول على الوسائط التي يتطلبها العمل الفني الخاص بتقديم موضوعات اكثر عمقاً مثل "حوارية الظل والضوء" في احدى اللوحات التي تبرز الفنانة فيها جانباً من الفضاء اللوني بين الاسود والابيض مع حرصها الدائم على اظهار العلاقة الحوارية للاشكال داخل العمل. ويظهر ذلك واضحاً في بورتريه لامرأة عرضت من خلاله الفنانة ثلاث قطع متكاملة تعطي شكل امرأة مع وجود فواصل لونية من الابيض والاسود في ارضية كل قطعة وحافظت في الوقت نفسه على العناصر المستوحاة من الطبيعة كالنباتات والصحراء والتي تعطى العمل بعداً عميقاً يساهم في فهم العلاقة الدائرة بين شخصية كل لوحة والعناصر المحيطة بها. واهتمت الفنانة بابراز القيم اللونية والمضمون القادر على مخاطبة حس المتلقى في مختلف اعماره وإن كانت ركزت بشكل ملحوظ على إثارة وعي وادراك الطفل الذي غالباً ما تنجح في الوصول اليه من خلال توظيف أي عنصر بما يستدعي اهتمامات وميول كل طفل.