ينشط اتيليه فن بالقطيف من خلال دورات ينظمها في مرسمه وعروض لاعمال الدراسات في اكثر من محطة. في مجمع الجمعة التجاري بالخبر عرضت اعمال عدد من المنتسبات للمرسم، تمثل اعمالهن نتائج مختلفة لما مارسنه بتوجيهات واشراف الفنانة حميدة السنان التي حرصت على استقطاب الفنانين لسماع آرائهم في اعمال المعرض وكذلك المهتمون، بفرص خلق حوار يدفع بالشابات الناشئات لمزيد من المعرفة وتبادل الخبرة واكتشاف ما يساعدهن على تطوير أدواتهن الفنية وامكاناتهن. اعمال المعرض الذي سمي بالمتنقل تنوع بين من اجتهدت لتحقيق دراسات ومحاكاة بعض الصور المباشرة، مثل الدراسات الصامتة او المشاهد الطبيعية او الصور الشخصية. ومع الاختلاف والتعدد في التوجهات الا اننا - على الاغلب - امام تأثيرات واضحة للفنانة حميدة على طالباتها. ومع ان البعض سعي للتخلص بشكل او آخر من هذا التأثير الا ان الاجواء العامة في المعرض توحي نتائج مبشرة وواعدة، ذلك ان نتائجه تبدو أفضل من اعمال دورات او دراسات سابقة. المشاركات في الدراسات وبالتالي المعرض تتراوح خبراتهن بين طالبة في المرحلة الدراسية الثانوية او الجامعية، وبين معلمات او ربات بيوت تتقارب بدايات بعضهن مع الفنانة حميدة. وجوه لنساء واطفال تظهر في اعمال ليلى نصر الله التي تحقق نتيجة جيدة تتجاوز بداياتها سواء على عروضها الجماعية او المشتركة، صبا الصايغ تواصل حرصا على بعث اضاءاتها وسط عتمة تنعكس على بعض مقاطع الوجه. اما منتهي الداود فحرصها على المحاكاة والدراسة للوجة الانثوي تبشر بموهبة فنية جيدة تحتاج الى تأكيد هذه الامكانات وتواصلها لتحقق تعبيرية لونية اكثر حرية من المماثلة التي نجحت فيها وان بلوحة واحدة حققت مركزا متقدما بين زميلاتها ومن خلال لجنة من بعض فناني القطيف المعروفين، وتتقارب المستويات بين اعمال لبتول سيف وفاطمة السيد وندى البيش واقبال سهوان من خلال اجتهادات كل منهن لتحقيق محاكاة الوجه او موضوع ذي مضمون شخصي او اجتماعي. شارك في المعرض بعض عضوات المرسم بأعمال سبق عرضها مثل زهراء الضامن، وعواطف صفوان خلاف حميدة السنان التي عرضت عملين، الا ان اعمالا لسلمي آل سيف واحسان البراهيم وايمان صخى بدت لافتة من خلال العلاقة التي رسمتها سلمى بين عناصرها التي تحيلنا الى علاقات عناصر الفنان فيصل المشاري في بساطتها والحرص على تبيان بعض تفصيلاتها مكتفية (سلمى) بالوان او درجات محدودة من اقلام الرصاص، لكنا في عملين لاحسان نتبين قدر الحرص على البحث والاكتشاف في معطيات الطباعة على الورق وبدرجات من الاسود على الابيض حريصة على اظهار تكنيك طباعيتها اما ايمان صخى فهي واحدة من شابات تسعى الى المغايرة والاختلاف والاثارة، وهو ما يتضح في اعمال سابقة لها، ومع ذلك تبقى انطلاقتها مبشرة وواعدة، تتمثل في معرضها الذي اقامته في مقر النقل الجماعي بالقطيف وعبر عن مواصلة وسعي لاكثر من وجه للتعبير. اعمال هذا المعرض تراوحت بين الرسم على خامة الكارتون المهمل، والورق الابيض، وتوظيف الكرتون والاسلاك لافكار وهيئات اعمال تقترب من نتائج تتجه لتوظيف المهمل وللتعبير عن جانب انساني تمثل في طفلين وضعتهما امام عناصر (كراسي،أقمشة، أوراق، شخوص) تعبيرا عن واقع ما، تتجه ايمان نحو هذا الشكل الجديد على مستوى المقدم في المنطقة الشرقية - على الاقل- مواكبة لما قدمه فنانون في بعض المناسبات الدولية ومع ان مثل هذا الاتجاه يحتاج الى مزيد من الخبرات والمعارف المتعلقة بمفاهيمه الا انها بدايات نأمل ان تعمقها بالاطلاع، والقدرة على تأكيدها وفق تسلسل زمنى يكفل ثباتها في ذهن المشاهد كفعل فني مؤسس. اما الاعمال الاخرى فهي تتجه نحو التعبير اللوني الذي يواكب فعل اللحظة والشحنة المطلوقة، اوراق تتجانب حاملة تلوينا بالاصابع او اليد، او بخامات لكنا نجد هيئات آدمية حركة انسانية وحالة من الانفعال الذي نتأمل الا يكون وقتيا. عودة الى المعرض المتنقل فانه حمل نتائج ومحاولات مبشرة، واعدة نجدها اما في العمل من ناحية الحرص على المحاكاة والتاكيد على بعض التفصيلات او من خلال تعبيرية من خلال اللون او العناصر لعلنا في اعمال او مقاطع لدى انوار السيهاتي وزهراء العطل ووفاء الضو، وغيرهن ما يبشر بمواهب واعدة، وكانت لجنة التحكيم المتمثلة في الفنانين محمد المصلي وعبدالعظيم شلي وحسين المحسن منحت اعمالا لمنتهى الداود وايمان صخى وزهراء الضامن وعواطف صفوان وانوار السيهاتي وبتول السيف وفاطمة بوقرني جوائز المعرض بجانب جوائز تقديرية لست من المشاركات.. هذا النشاط لمرسم اتيليه فن ينتظر ان يتواصل بالعرض في بعض مدن المنطقة الشرقية، وربما خارجها مستقبلا.