} رأى رئيس الجمهورية اللبنانية إميل لحود "أننا اليوم في بداية الخلاص"، معلناً تشكيل لجان وزارية لإعادة الحياة الى طبيعتها في الشريط الحدودي بعد تحريره، وواعداً ب"محاكمة بعيدة من الثأر" لعناصر "جيش لبنان الجنوبي". وهنأ رئيسا المجلس النيابي نبيه بري والحكومة سليم الحص اللبنانيين بتحرير القرى الجنوبية تباعاً. أكد الرئيس إميل لحود أمام وفد من بلدة عرمتى المحررة "أن ما يشهده الجنوب اليوم هو الدليل للعالم كله الى القوة التي بلغها لبنان عندما أصبح موحداً"، مضيفاً "أن الانتصار اليوم سيتذكره اللبنانيون جميعاً وسيسجل في التاريخ كما لم يسجل أي نصر على رغم محاولات العدو التغطية عليه بجرائمه المتواصلة في حق المدنيين الأبرياء". ووجه تهنئة الى المقاومة "التي قدمت أكبر التضحيات" والجيش "لما بذله في مواجهة العدو"، مشدداً على أن "لبنان المنتصر أمامه أيام تبشر بالخير وأن كل الكلام على خلافات، كلام من عهد ولّى". وأضاف "بات الآن على الدولة أن تقوم بواجباتها حيال أهالي المناطق المحررة"، معلناً "إنشاء لجان من كل الوزارات المختصة تتولى إعادة الحياة الى طبيعتها في المنطقة المحررة مع توفير فرص عمل تسقط مبرر العمل في الجهة المقابلة". وتابع "أن على أهلنا في باقي قرى الشريط الحدودي ألا يقلقوا بل أن يفرحوا بالتحرير ويطمئنوا الى أنهم سيشعرون حقاً أنهم أصبحوا جزءاً من الدولة والوحدة الوطنية بكل معنى الكلمة، في حين أن كل من حمل السلاح مع العدو سيحاكم وفق القوانين اللبنانية في حق وعدل وشفافية مطلقة وبعيداً من أي أعمال ثأرية. إنما وفق كلمة القضاء التي تضمن لكل ذي حق حقه". وشدد على "أننا اليوم في بداية الخلاص، لكن هذا الانتصار لا يكفي لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم الذي يستلزم استعادة كل الأرض المحتلة بما فيها مزارع شبعا والإفراج عن جميع الأسرى والمعتقلين وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين وإعادة الجولان لسورية لكي لا تبقى الأمور معلقة على أنصاف حلول"، وقال: "إن لسورية يداً كبرى في تحقيق هذا الانتصار الذي نشهده". واتصل رئيس المجلس النيابي نبيه بري بالرئيس لحود، وبقي على تشاور مستمر مع نائب رئيس الحكومة وزير الداخلية ميشال المر والأجهزة المعنية، مشدداً على "وجوب ألا يشوَّش على الانتصار العظيم الذي حققه لبنان وشعبه ومقاومته وجيشه". ووجه "التهنئة الى اللبنانيين الموجودين في مدنهم وقراهم من دون استثناء"، مؤكداً "التضامن والوحدة اللذين أوصلانا الى النصر وهما مطلوبان اليوم أكثر من أي يوم مضى في سبيل تثمير النصر وحفظه". وقال: "الجنوب مرة أخرى وحّد لبنان ونحن وإن كان التحرير أصبح الآن في قبضة اليد، فالإنماء سيكون وشيكاً وإياكم إن شاء الله". وهنأ رئيس الحكومة سليم الحص أبناء الجنوب الذين تحررت بلداتهم وقراهم من الاحتلال الإسرائيلي، وطمأنهم الى "أن الدولة مستعدة للقيام بواجبها نحوهم وتحمل تبعاتها في كل المجالات وتقديم الخدمات التي حال الاحتلال الطويل دون تقديمها". وقال لنواب التقاهم أمس "إن الوطن كله يعيش فرح هذه الأيام المجيدة من تاريخه إذ ينسحب المحتل مذعوراً مدحوراً من أرض لبنان الطاهرة، ويعود أبناء الأرض المحررة الى بلداتهم وقراهم بعد غياب قسري عنها في تظاهرات حاشدة هي عرس الانتصار المبين الذي تحقق بفضل تضحيات المقاومة الباسلة وصمود الجيش والمواطنين جميعاً". وأبلغ النواب "إن الدولة لن تتوانى مطلقاً في تحمل تبعاتها حيال المناطق التي ينسحب منها العدو الإسرائيلي ولن تتقاعس في تقديم الخدمات لسكانها بعدما حال الاحتلال الطويل دون ذلك في الماضي". وحض الجميع على "التمسك بالوحدة الوطنية والعيش المشترك وعدم الإفساح في المجال أمام العدو المنهزم وعملائه لتعكير صفاء هذا الانتصار الذي انتظره اللبنانيون طويلاً ومن حقهم أن يفرحوا به وينعموا بأجوائه". وقال الحص إنه وجه دعوة الى اجتماع يعقد قبل ظهر الجمعة المقبل في السرايا للبحث في خطط إعمار الجنوب، ويحضره أعضاء اللجنة الوزارية الاقتصادية والمسؤولون في مجلس الإنماء والإعمار ومجلس الجنوب والهيئة العليا للإغاثة والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة.