صادفت امس الذكرى الأولى لانتخاب العماد أميل لحود رئيساً للجمهورية اللبنانية. وفي حين أكد هو، في المناسبة، ان "دولة القانون ستقوم"، اعتبر رئيس المجلس النيابي نبيه بري "ان صفاته تبشّر بقيام دولة المؤسسات والعدالة". ورأى رئيس الحكومة سليم الحص ان النواب والناس "اقترعوا للعفة والنزاهة". قال الرئيس لحود، في حديث خاص بثّه تلفزيون لبنان الرسمي ليل اول من امس "منذ الاستقلال لم نستطع، ويا للأسف، التوصّل الى إحلال دولة القانون، ومرّت سنوات تعوّد خلالها الناس غياب هذه الدولة". وكرر ما قاله في خطاب القسم "ان هذا الامر لا يتم بكبسة زر، لكن البداية انطلقت بقوة، ولمصلحة الجميع". واضاف "ان ثمة متضررين سيحاربون هذا الامر، لكنهم ليسوا كثراً، وان الشعب يريد دولة القانون، خصوصاً ان قوة الدولة نابعة منه، لانها تعمل وفق ما يريده. وسنتوصل الى هذا الهدف". وتابع "على رغم الوضع الاقتصادي نحن متفائلون كثيراً بان لبنان سيشهد أياماً حلوة"، مشيداً "بوقوف الدولة والشعب والجيش والمقاومة صفاً واحداً للمرة االاولى منذ الاستقلال". وقال "اننا متفاهمون تماماً مع الاخوان السوريين لاسترجاع الاراضي المحتلة وسنسترجعها. وفي المقابل نرى ان العدو، يترجى ليترك وحده لاننا استطعنا ان نصنع هذه الوحدة ورأيتم اخيراً ماذا حصل في جزين. قلت ان جزين لن تحصل فيها ضربة كف، وهذا بالفعل ما كان. العدو لا يريد ان ينعم لبنان بالسلم الاهلي القائم، وعندما رأى ان جزين لم تخربط الاوضاع "عمل عملته" في صيدا، وقتل القضاة الشهداء، على أمل ان يخلط الحابل بالنابل وعلى أساس ان يعمل رد فعل فتعود الاجواء التي كانت سائدة في الماضي". ولفت الى ان الجريمة وقعت "ولم يكن لها ذيول بل على العكس، أصبحنا أقوى لأننا توحدنا اكثر حول القضاء. القضاء مستقل وسيكمل بقوة أكثر مما كان عليه. واذا كان المقصود ان يخلق العدو ارباكاً على الصعيد الاقليمي والداخلي بأن يتوقف القضاء عن أداء عمله، نقول له ان هاتين غلطتان وسنكمل الى النهاية وسيكون هناك إصلاح اداري بكل ما للكلمة من معنى وسنكمل بعد ان تنتهي الموازنة. واذكروا كلامي. كنت أقول في الماضي عندما كنت في الجيش اننا سنقيم جيشاً وطنياً فسخروا مني حينها اذ كيف سأحقق ذلك وهناك خمسة جيوش أو ستة. وقلت حينها وسيكون هناك جيش وطني مقبول من كل لبنان وسيدافع عن كل لبنان. وهذا ما حصل. ان الخلاص يأتي للبنان عندما نكون موحدين جميعنا مثلما نحن اليوم". وقال الرئيس بري في تصريح امس "اننا نهنىء الشعب اللبناني بهذه الذكرى التي تعيد الى الذاكرة انتخاب المجلس النيابي باجماع يعبر عن شعور جميع اللبنانيين وثقتهم واعتزازهم، الرئيس لحود، لما يتمتع به من صفات وطنية وشخصية تبشّر بقيام دولة المؤسسات والعدالة وتنبىء بتحرير الجنوب والبقاع الغربي والجولان، وصولاً الى ارتقاء لبنان وسورية الى العزة والسؤدد". وختم "اننا باسم المجلس نتقدم من الرئيس لحود ومن الشعب بأعزّ الأماني والتهاني مؤكدين ان هذه الثقة مستمرة". وقال الرئيس الحص "ان انتخابه كان ساعة مباركة. كل الدلائل تشير الى ان الشعب كان اختاره رئيساً قبل ان ينتخبه المجلس النيابي بالاجماع، فجاء قرار المجلس تعبيراً عن ارادة الشعب الحقيقية. وقد اقترع الشعب عند انتخابه، من خلال النواب، للعفة والنزاهة والترفع والجرأة والاقدام ووضوح الرؤية والالتزام الوطني الصادق والتفاني في خدمة المجتمع والوطن. وأقوى ما فيه انه لا يطلب امراً لنفسه".