قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن غازو - سوكريه امس ان مسؤولي الوزارة الذين التقوا رئيس البرلمان العراقي سعدون حمادي، أكدوا له مجدداً ان مصلحة العراق تقضي بالتعاون مع الأممالمتحدة لتطبيق القرار 1284. ودعا حمادي فرنسا أمس الى "اقامة علاقات ديبلوماسية كاملة وغير منقوصة مع العراق على مستوى السفراء". وذكرت ان حمادي الذي وصل الى باريس تلبية لدعوة من مجموعة الصداقة الفرنسية - العراقية في مجلس الشيوخ الفرنسي عقد جلسة محادثات مع الأمين العام لوزارة الخارجية لويك هنكين وأن مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا ايف - اوبان دولا ميسوزيير أقام مأدبة غداء على شرفه. وأضافت ان الوزارة أعادت التذكير بالموقف الفرنسي من القرار 1284، وأكدت لحمادي ان من مصلحة العراق التعاون لتطبيقه. وتابعت ان دعوة جديدة وجهت الى السلطات العراقية لاستئناف التعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر في شأن الأسرى المفقودين خلال حرب الخليج. وأشارت الى انه تم ايضاً تناول علاقات العراق مع الدول المجاورة في المنطقة، اضافة الى امكانات تطوير العلاقات الفرنسية - العراقية خصوصاً في المجالات الثقافية والجامعية. الى ذلك، أعرب حمادي خلال مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس عن رفض العراق القرار 1284، بصيغته الحالية، معتبراً أنه "غير قابل للتطبيق ويتضمن نقاطاً سلبية وايهاماً". وأضاف حمادي الذي تحدث في مقر السفارة العراقية، الذي يستخدم للمرة الأولى منذ صدور قرار قطع العلاقات الديبلوماسية عقب حرب الخليج، ان "هذا القرار لا يتضمن أي اشارة واضحة الى رفع الحظر ولا يقر بالتقدم الذي أحرزته بغداد ويخول مفتشي الأممالمتحدة الصلاحيات ذاتها المخولة لهم في اطار القرار السابق الرقم 687". وقال: "وجهة نظرنا ان هذا القرار غامض وصياغته أسوأ من القرار 687 الصادر في العام 1984 والذي يشير في فقرته ال22 الى رفع العقوبات". واشار الى ان "العراق لا يمكن ان يسمح بتجديد المأساة المرة للسنوات العشر الماضية". وينص القرار 1284 الذي اعتمده مجلس الامن في 17 كانون الاول ديسمبر الماضي، بامتناع فرنسا وروسيا والصين، على انه اذا تعاون العراق تعاونا تاما مع اللجنة الجديدة لنزع سلاحه يونموفيك فان الاممالمتحدة يمكن ان تعلق لمدة 120 يوما قابلة للتجديد الحظر الاقتصادي المفروض عليه منذ 1990. واعلن حمادي ايضاً ان فرنسا وجهت هي ايضا انتقادات الى هذا القرار ووصفته بأنه "غامض" ومن شأنه ان "يولد مشاكل". واضاف انه بحث ايضا مع المسؤولين الفرنسيين في ما يمكن ان تقوم به فرنسا لإنهاء الحظر. وقال حمادي خلال محاضرة القاها في المؤسسة الفرنسية للعلاقات الدولية "من الضروري تعزيز علاقاتنا الثنائية عبر اقامة بعثات ديبلوماسية كاملة وغير منقوصة"، معتبراً انه سيكون "من المفيد رفع مستوى العلاقة من مكتب رعاية مصالح الى سفارة". واضاف المسؤول العراقي "ان خطوة في هذا الاتجاه ستساهم في تآكل العقوبات ضد العراق بشكل عملي". وقطع العراق علاقاته مع فرنسا ودول "التحالف الدولي" مطلع العام 1991.