لم تتضح بعد صورة التحالفات الانتخابية في عدد كبير من المناطق اللبنانية، خصوصاً في دائرتي الشمال. وكان ذلك ربما سبباً في عدم تطرق سياسيين ومرشحين جمعتهم مصادفة مأدبة غداء اقامها النائب عصام فارس في بلدته بينو عكار لمناسبة تهنئتهم له بعيد الفصح الى الشأن الانتخابي. فقد حضر رئيس الحكومة السابق النائب عمر كرامي والمرشحان عن مدينة طرابلس سامي منقارة وخلدون الشريف، وكذلك النواب طلال المرعبي وأحمد فتفت وجهاد الصمد والمرشحون عن قضاء الضنية في الدائرة الأولى التي تضمه مع عكار وبشري أسعد هرموش الجماعة الاسلامية وعبدالناصر رعد الحزب السوري القومي الاجتماعي وقاسم عبدالعزيز وعبدالحميد رعد، والمرشح عن أحد المقعدين المارونيين في بشري بطرس سكر، ومدير "مؤسسة عصام فارس" المهندس انطوان حبيب، وعميد السلك القنصلي جوزيف حبيس، والعقيدان في القوات السورية العاملة في لبنان محمد مفلح ومحمد خلوف. وتبادل المدعوون الأحاديث العامة وتجنبوا الخوض في الانتخابات النيابية التي ستجرى مطلع آب اغسطس المقبل، على خلاف ما كانوا يتوقعون. وغياب الحديث عن الانتخابات، ترشحاً وتحالفاً، سببه وضوح صورة التحالفات تحديداً في الدائرة الانتخابية الثانية في الشمال التي تضم أقضية طرابلس والمنية وبشري والكورة والبترون، نظراً الى استمرار التباعد القائم بين الرئيس كرامي ووزير الزراعة سليمان فرنجية. وفي هذا السياق علمت "الحياة" أن النائب فارس اتصل بكرامي وفرنجية، لجس نبضهما ومعرفة مدى امكان التقريب بينهما، أسوة بما فعله قبله النائبان أسعد حردان وجان عبيد. ويبدو أن هناك صعوبة حتى الساعة في تهدئة الأجواء على جبهة كرامي - فرنجية خصوصاً بعد المحاولات التي بذلتها دمشق، ولم تحقق الغاية المرجوة منها. لذلك، يظهر من الأجواء أن الجهود المحلية لتنقية الأجواء بين كرامي وفرنجية لن تفلح حيث أخفقت الجهود السورية، وعليه فان تعاونهما الانتخابي يواجه صعوبة ما لم تنجح دمشق في اللحظة الأخيرة في مسعاها، وإلا فإن الطلاق السياسي حاصل لا محالة. وعندها لا بد من مراقبة طبيعة التحالفات التي ستشهدها الدائرة الثانية على رغم انقطاعها عن الدائرة الأولى، بالمعنى الجغرافي الذي لا يلغي التواصل السياسي. وعليه، فإن خوض كرامي وفرنجية الانتخابات على لائحتين متنافستين يمكن أن ينعكس في صورة أو أخرى على التعاون الانتخابي في الدائرة الأولى، مع أن الجهود لتشكيل نواة لائحة رئيسية في عكار والمنية وبشري لم تنقطع، وان كانت جمدت بعض الوقت، في انتظار معرفة النتائج التي سترسو عليها المحاولة السورية الأخيرة لرأب الصدع بين رئيس الحكومة السابق ووزير الزراعة.