يواصل نائب الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير السابق اسعد حردان مساعيه الحميدة لرأب الصدع بين رئيس الحكومة السابق عمر كرامي وبين وزير الزراعة النائب سليمان فرنجية مستفيدًا من الأجواء الهادئة القائمة على مضض بينهما استجابة لرغبة دمشق التي ابدت انزعاجها من سوء العلاقة الذي بلغته. ويبدو حتى الساعة استنادًا الى مصادر شمالية ان الهدنة القسرية المفروضة على جبهة الشمال لم تتبلور في اتجاه كسر الجليد وصولاً الى تطبيع العلاقة بينهما. خصوصًا وأن الجهود التوفيقية تعثرت في اللحظة الاخيرة مما حال دون انعقاد اول لقاء يجمعهما منذ فترة طويلة كان يفترض ان يتم غدًا الثلثاء... وتبدي المصادر الشمالية خشيتها حيال احتمال تدهور العلاقة بين كرامي وفرنجية على نحو يستعجل اعلان الطلاق السياسي الذي ستكون له مفاعيله السياسية في الاستحقاق النيابي الذي ينذر بحصول معركة انتخابية حامية في اقضية طرابلس وزغرتا والكورة والبترون والمنية التي تتشكل منها دائرة انتخابية واحدة ... مؤكدة ان الوساطة التي بدأها حردان منذ اكثر من اسبوعين لا تزال في طور التأسيس ولن تقلع ما لم تقرّر دمشق الدخول مباشرة على خط الوساطة لتعيد الاعتبار الى الحلف القديم الذي بدأ في العام 1992. وفي انتظار ما ستؤول اليه العلاقة بين كرامي وفرنجية، فإن صورة التحالفات الانتخابية لن تظهر على وجه السرعة على الرغم من ان اصدقاء للطرفين يقللون من اهمية الرهان على امكان اتمام معاملات الانفصال السياسي، ويعلقون اهمية على الوساطة السورية التي لن تتوانى في حينها عن جمعهما في لائحة واحدة ... لذلك، فإن عدم وضوح خارطة التحالفات، لا يقتصر على دائرة طرابلس - زغرتا بل اخذ يمتد الى دائرة عكار، بشري، الضنية. حيث ان الحديث عن "ان الجهود لتشكيل لائحة اخذت تقترب من نهايتها" بدأ يتراجع بسبب الترابط السياسي بين الدائرتين الانتخابيتين المنفصلتين عن بعضهما. وفي هذا السياق يمكن القول ان الجهود الرامية الى تشكيل لائحة في دائرة عكار، بشري، الضنية تمضي في اجازة بعدما كان تردد اسم النائب عصام فارس كرئيس للائحة التي ستضم في عدادها عن عكار النائبين طلال المرعبي ووجيه البعريني، والمرشح السابق جمال اسماعيل، وكريم الراسي او رياض رحال، النائب فوزي حبيش او منافسه النائب السابق مخايل الضاهر، اضافة الى النائبين قبلان عيسى الخوري وجبران طوق او المحامي بطرس سكر عن بشري، بينما لم تحسم قضية المرشحين عن الضنية لتعدد الاسماء من جهة ولعدم بلورة التحالفات من جهة ثانية. وتردد ايضاً ان تأليف اللوائح في عكار يواجه تبايناً في الرأي حول اسماء بعض المرشحين اضافة الى تسمية من سيرأس اللوائح المتنافسة. وسيكون لخلاف كرامي - فرنجية تأثير مباشر على سير العملية الانتخابية في الشمال، التي يكتنفها الغموض في الوقت الحاضر، وهذا ما يفسّر جمود النشاط الانتخابي للمرشحين ظناً منهم أن الرغبة السورية ستقود الى تنقية الاجواء.