الجزائر- أ ف ب - من المتوقع ان تتوج الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقية لفرنسا في منتصف حزيران يونيو المقبل تحسنا للعلاقات بين البلدين بعد سنة من المساعي لتطبيعها اثر موقف باريس من الانتخابات الرئاسية في نيسان ابريل 1999. واذيع في باريس، عقب المحادثات التي اجراها الرئيس جاك شيراك مع رئيس مجلس الامة الجزائري بشير بومعزة اول من امس ان بوتفليقة يزور العاصمة الفرنسية بين 13 الشهر المقبل و16 منه. وشهدت العلاقات بين البلدين فترة صعبة بعد استياء باريس من الطريقة التي جرت بها الانتخابات التي اوصلت بوتفليقة الى الرئاسة. اذ شككت باريس آنذاك في صدقية العملية الانتخابية واعربت عن "قلقها" عندما انسحب المرشحون الستة عشية الانتخاب احتجاجا على ما اعتبروه عملية "تزوير منظمة من قبل الادارة" لمصلحة بوتفليقة الذي رد بالاعراب عن "صدمته العميقة" مع انه اعتبر ان العلاقات الجزائرية - الفرنسية تبقى دائما "عميقة". واعرب عن اسفه لان شيراك "لم يخصص ولو نصف يوم لزيارة الجزائر" في حين انه زار الرباط وتونس. وبدأت العلاقات بين البلدين تتحسن اثر زيارة وزير الداخلية الفرنسي جان بيار شوفنمان الذي يعتبر من اصدقاء بوتفليقة القدامى ويحظى باعتبار خاص في الجزائر. واكدت زيارة وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين للجزائر في نهاية تموز يوليو هذا التحسن، اذ عقد اجتماعا طويلا مع بوتفليقة استغرق خمس ساعات ووصف بانه كان "وديا جدا". واعلن الرئيس الجزائري آنذاك استئناف التعاون مع فرنسا، مشيرا الى انه اتخذ قرار بزيارة شيراك للجزائر على ان يقوم رئيس الوزراء ليونيل جوسبان كذلك بزيارة اخرى لاحقا. واعرب فيدرين عن امله في ان تستانف شركة "اير فرانس" رحلاتها الجوية الى الجزائر بعد ان علقتها بسبب قيام اسلاميين مسلحين بخطف احدى طائراتها واحتجاز رهائن في عيد الميلاد العام 1994 وانتهت العملية بمقتل الخاطفين. واتاح استئناف الحوار لوزير الخارجية الجزائري يوسف يوسفي القيام بزيارة مميزة الى باريس في كانون الثاني يناير الماضي. واعربت الجزائروباريس مجددا خلال هذه الزيارة عن رغبتهما في تطوير علاقاتهما، خصوصا في المجال العسكري. ومن المقرر ان تقوم سفينة حربية فرنسية بزيارة الجزائر في نهاية الشهرالجاري. كما زار ارباب عمل فرنسيون ايضا الجزائر في اذار مارس ل"لتعرف ميدانيا" على الوضع، لكن لم تعلن شركات فرنسية او غيرها من الشركات الاجنبية بعد عن اي استثمار في هذا البلد. ويبدو ان اعمال العنف التي ترتكبها الجماعات الاسلامية المسلحة التي تقتل ما معدله 200 شخص شهريا، اضافة الى الروتين الاداري، تجعل المستثمرين يترددون بالقدوم الى بلد يجد صعوبة في الانتقال من اقتصاد اشتراكي الى اقتصاد السوق. وسيكون بوتفليقة ثاني رئيس جزائري يزور فرنسا رسميا بعد زيارة الرئيس الشاذلي بن جديد 1979-1992 في تشرين الثاني نوفمبر 1983. وكان الرئيس بن بله اجرى لقاء مع الجنرال ديغول قرب باريس العام 1964. وقد قام الرئيسان الفرنسيان السابقان فاليري جيسكار ديستان وفرنسوا ميتيران بزيارة رسمية للجزائر، الاول في نيسان ابريل 1975 والثاني في تشرين الاول اكتوبر 1984.