فريتاون - أ ف ب، رويترز - اكتنف الغموض مصير فوداي سنكوح الزعيم التاريخي للمتمردين في سييراليون غداة اعتقاله في فريتاون. وبعد 24 ساعة على قيام قوة التدخل البريطانية بتسليمه الى الشرطة المحلية، لا تزال السلطات في فريتاون تلزم الصمت، وترفض الكشف عما تعده لرئيس "الجبهة الثورية الموحدة". وفيما دعا سكان فريتاون عبر الاذاعات المحلية الى احالة سنكوح الى القضاء، وإعدامه ك"مجرم حرب"، لم توضح الحكومة بعد هل ستحيله إلى القضاء أم ستطلق سراحه، علماً أنه وقع على اتفاق سلام في لومي مع الرئيس احمد تيجان كباح. ونقلت الصحف المحلية عن وزير الاعلام جوليوس سبنسر قوله ان الحكومة "لا تزال ملتزمة تطبيق اتفاق لومي"، الذي جعل فوداي سنكوح نائباً للرئيس ومنحه "عفواً مطلقاً" مع أنه كان محكوماً بالاعدام. ورأى محللون محليون ان اعتقال سنكوح أثار ابتهاجاً في العاصمة، لكن الأمل في انتهاء القتال سابق لأوانه. ومن المؤكد ان يعقد القبض على سنكوح مشكلة 350 رهينة من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة الذين يحتجزهم مناصروه منذ أسبوعين. ولا توجد مؤشرات تؤكد جزم بريطانيا بأن وقوع سنكوح في الأسر أصاب المتمردين في مقتل، وانهم سيلتزمون معاهدة السلام التي وقعت العام الماضي. وقال محلل على معرفة وثيقة ب"الجبهة الثورية المتحدة" منذ ان بدأ سنكوح الحرب الاهلية في سييراليون عام 1991: "سواء كان هذا صواباً أم خطأ، فإن أنصاره ينظرون اليه بشيء من التقديس. ولا اعتقد ان أحداً آخر يمكن ان يجعلهم يستمعون الى نداء العقل". وأضاف المحلل، الذي طلب عدم ذكر اسمه: "لم ينجح الحل العسكري ضد المتمردين خلال سبع سنوات من الحرب الأهلية ولا أرى أي تغيير في هذا. إنهم ثوار متمرسون يعرفون أرضهم تماماً". وفي فريتاون انزوى أي مؤيدو "الجبهة الثورية المتحدة"، فيما ساد الابتهاج باعتقال سنكوح الذي ارتكب جنوده فظائع اثناء الحرب الأهلية. وقال شاهد: "أثار هذا الرجل سنكوح متاعب كثيرة. إنه شيطان ويجب ان نقتله لأنه لا يستحق الحياة". ويعتقد ان سنكوح في مكان آمن في قبضة القوات البريطانية التي ارسلت إلى سييراليون بعدما خطف المتمردون 500 من أفراد قوات السلام واستأنفوا القتال بداية الشهر الجاري. ولكن كثيرين في سييراليون تؤيدهم منظمات حقوق الإنسان يطالبون بإبعاده عن السياسة ومحاكمته. وقال متحدث باسم جوني بول كوروما، قائد الميليشيا التي اعتقلت سنكوح: "يطالب السييراليونيون العاديون بأن يستجوب سنكوح أمام محكمة جرائم الحرب". وكان سنكوح وغيره من زعماء المقاتلين منحوا عفواً عاماً في معاهدة السلام التي وقعت في لومي في تموز يوليو 1999، مما يفسر تبدل ولاءات بعض القوى المتحالفة مع الحكومة حاليا خلال سنوات الحرب ومشاركتها في ارتكاب الفظائع. ويعتقد كثيرون الآن ان العفو سياسة فاشلة تسترضي المتمردين وتحميهم من العقاب. لذا تعرض المبعوث الرئاسي الأميركي جيسي جاكسون للانتقاد الشديد في فريتاون، لأنه قال الاسبوع الماضي إن سنكوح لا يزال من الناحية النظرية نائباً لرئيس سييراليون، وانه يجب اقناعه بالعودة الى العملية السياسية حفاظاً على معاهدة لومي. إلا أن موقف الولاياتالمتحدة تغير جذرياً الاربعاء عندما اعلنت وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت في واشنطن: "لدينا اليوم أنباء طيبة. تم اعتقال فوداي سنكوح". ولكن ليبيريا، جارة سييراليون، لها صلات وثيقة مع سنكوح حضت على التصالح.