مسلسل "انتصارات" الكرملين انقطع امس بخسارة المرشح الذي أيّده انصار الرئيس فلاديمير بوتين في انتخابات محافظ "العاصمة الثانية" سان بطرسبورغ التي جدد الناخبون فيها الولاية للمحافظ السابق فلاديمير ياكوفليف. وتعدّ سان بطرسبورغ لينينغراد في العهد السوفياتي ثاني اكبر مدينة بعد موسكو ولمنصب المحافظ فيها اهمية استثنائية، وجاهر الكرملين بعدائه لياكوفليف منذ ان وافق على ان يصبح "الاسم الثالث" في كتلة "الوطن كل روسيا" التي قادها رئيس الوزراء السابق يفغيني بريماكوف لخوض الانتخابات البرلمانية من مواقع المعارضة لسلطة الرئيس بوريس يلتسن آنذاك. وشن الاعلام الحكومي حملة شعواء ضد "الوطن كل روسيا" وقادته. وبغية اقصاء ياكوفليف ترشح لمنافسته رئيس الوزراء السابق سيرغي ستيباشين الذي تربطه علاقة وثيقة بالرئيس فلاديمير بوتين، ثم تنازل لمصلحة نائبة رئيس الحكومة فالنتينا ماتفيينكو التي بدأت بالفعل حملتها الانتخابية. واتفقت كتلة "يابلوكو" الاصلاحية المعتدلة و"اتحاد قوى اليمين" على فرز مرشح موحد هو ايغور ارتيميف الذي ايّدته "الوحدة" الموالية للكرملين. وعلى مدى اكثر من شهر تعرّض ياكوفليف الى هجوم غير مسبوق من وسائل الاعلام الفيديرالية ووزع في المدينة مليون نسخة من مجلة "سري للغاية" وفيها مقالات تتهم المحافظ بأن له صلات مع المافيا. ولم تغب يومياً عن شاشات التلفزيون النائبة السابقة لودميلا ناروسوفا ارملة محافظ سان بطرسبورغ السابق اناتولي سوبتشاك التي جعلت من ياكوفليف عدوها الرئيسي واستثمرت صداقة زوجها الراحل مع بوتين. ولذا كانت نتائج الانتخابات اشبه بالصاعقة لقوى اليمين التي اعلنت للمرة الاولى "تحالفاً واسعاً" سخّرت له كميات كبيرة من الاموال وحظي بدعم كتلة "الوحدة" الي تعدّ بمثابة حزب الرئيس بوتين.