القدس المحتلة - أ ف ب - أعلن وزير المال الاسرائيلي أفراهام شوحاط أمس ان الائتلاف الحكومي الذي يرأسه ايهود باراك يجتاز "أزمة عميقة"، خصوصا بسبب الشروط المالية لحزب شاس المتشدد. وقال شوحاط الذي شارك مساء اول من امس في لقاء ضم وزراء حزب العمل في منزل باراك الخاص قرب تل ابيب: "اننا نجتاز ازمة عميقة". واضاف: "لا احد يعلم الى اين يمكن ان تتدهور الامور وعلى رئيس الوزراء ان يحسم الامر لأن من غير الممكن ان نتساءل كل يوم ما اذا كانت الحكومة تتمتع بغالبية في الكنيست". وكان شوحاط يشير الى النزاع بين شاس 17 نائبا وحزب ميريتس 10 نواب الذي اعلن انه سينسحب من الائتلاف الحكومي في حال رضخ باراك لشروط شاس بمنح مدارسه الدينية ملايين اضافية من الدولارات لسد العجز في موازنتها. ولن يكون بامكان باراك تأمين غالبية برلمانية في حال انسحب شاس من الائتلاف الحكومي. وقال الزعيم السياسي لحزب شاس، وزير العمل إيلي يشاعي: "سنكون شركاء أمناء عندما نحصل على ما يعود الينا". واضاف: "في حال حصل ذلك فان باراك سيحصل على غالبية مستقرة يمكن ان تستمر حتى نهاية ولايته بعد اكثر من ثلاث سنوات". وللضغط على باراك يواصل الزعيم الروحي لشاس عوفاديا يوسف ابقاء الغموض في شأن موقفه من عزم باراك على تسليم السلطة الفلسطينية ثلاث قرى قريبة من القدس. وقال وزير الصحة شلومو بنيزري، وهو من حزب شاس: "ان مجلس حكماء التوراة برئاسة الحاخام يوسف لم يعط رأيه حتى الآن في مسألة ابو ديس"، محذرا من ان حزبه "سيجعل حياة باراك صعبة في الكنيست" في حال لم ترصد المبالغ الخاصة بالمدارس الدينية. واعطى باراك موافقته المبدئية على شروط شاس المالية، الا ان المبلغ لم يدفع حتى الان. واعتبر احد المعلقين الاذاعيين ان باراك ينوي الحصول مسبقا على التزام رسمي من شاس بدعم عملية السلام من الان فصاعدا، الامر الذي لا يزال شاس يرفضه مكتفيا بالوعود. وزيادة في الغموض ظهرت انشقاقات داخل حزب العمل نفسه خلال لقاء اول من امس في منزل باراك. وقال المعلق الاذاعي يورام ديكيل ان بعض الوزراء يدعون باراك الى الانصياع لشرط شاس حتى لو ادى الامر الى خروج حزب ميريتس من الحكومة، بينما يرى آخرون ان باراك يمكن ان يتعرض للخداع فيرفض حزب شاس دعم مبادرات السلام بعد حصوله على المال اللازم. من جهة اخرى، هدد تنظيمان مشاركان في الائتلاف الحكومي بالانسحاب في حال تسليم ابو ديس الى السلطة الفلسطينية. والتنظيمان هما الحزب الوطني الديني خمسة نواب وحزب اسرائيل بعليا اربعة نواب الذين يضم الناطقين بالروسية. ومن المتوقع ان يشارك رئيسا الحزبين، وزير النقل اسحق ليفي ووزير الداخلية ناتان شارانسكي اليوم في تظاهرة للمستوطنين والمعارضة اليمينية احتجاجا على "التنازلات" التي تقدمها الحكومة الى الفلسطينيين.