جمع كبار حاخامات الاحزاب الدينية اليمينية أنفسهم وطرقوا باب مقر الزعيم الروحي لحركة "شاس" الدينية المشاركة في الائتلاف الحكومي الحاخام عوفاديا يوسف ظهر أمس وطالبوه بالامتناع عن تأييد قرار رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك تسليم الفلسطينيين ثلاث قرى تحيط بمدينة القدسالمحتلة في الوقت الذي لا يزال فيه الاخير يحاول رشوة "شاس" بالاموال قبل افتتاح الدورة الصيفية لعمل البرلمان الاسرائيلي. وجاءت "الزيارة" بمبادرة من الحاخام اليميني المتطرف من حزب مفدال مناحيم بورش ومشاركة حاخامات يمثلون حزبي اغودات يسرائيل ويهودات هتوراة المتدينين لممارسة الضغوط على زعيم "شاس"الروحي الذي يحمل بين يديه قرار الحزب السياسي في شأن القرى الثلاث ومن بينها بلدة ابو ديس التي أضحت فجأة من "المقدسات اليهودية". وقال بورش في تصريحات صحافية إن "القدس في صميم القلب اليهودي" وانه يجب "عدم السماح بلبننة القدس". وقالت مصادر اسرائىلية ان الزعماء الدينيين ألحوا في طلبهم من الحاخام يوسف أن لا تمنح حركة شاس 17 مقعدا في الكنيست اصواتها لقرار باراك نقل الصلاحيات الامنية في ابو ديس والعيزرية والسواحرة الشرقية الى السلطة الفلسطينية وفقا لما وعد به الفلسطينيين منذ اكثر من ستة اشهر. وسارع الزعماء الدينيون الى لقاء الحاخام يوسف غداة لقاء جمع باراك نفسه والوزير من حزب شاس ايلي يشاي مساء الخميس تناول في الاساس "قضية ابوديس". وقالت مصادر صحافية إن اجتماع باراك - يشاي "لم يسفر عن نتائج" وان الاخير رفض تقديم وعد لرئيس الحكومة بتأييده في "قضية ابو ديس"، وان يشاي اقترح على باراك ان يدفع الاموال التي يطالب حزب شاس بتخصيصها للمدارس التوراتية التابعة له الآن وان يؤجل تسليم القرى العربية الى الفلسطينيين اسابيع او أشهراً "حتى لا يتم الربط بين الاموال وبين تأييد شاس لقرار باراك"! ويعاني ائتلاف باراك الحكومي من ازمة حقيقية تنذر بانفجار وشيك يؤدي الى انهيار عالم "الجنرال القوي" في المجال السياسي الذي اثبت رئيس اركان الجيش السابق صاحب "العمليات الخاصة واكبر عدد من الميداليات" فشله فيه حتى الآن. ذلك انه يواجه تهديد "حليفه" السياسي المخلص والدائم حركة ميرتس اليسارية بالانسحاب وترك الحكومة اذا ما خضع لابتزازات حزب "شاس" الديني ونقل الموازنات التي يطالب بها لمدارسه الدينية كما يواجه تهديدات "شاس" نفسه بعد تأييده في مجموعة من القرارات والمسائل السياسية والدينية خلال تقديمها من قبل اليمين المعارض والتصويت عليها في الكنيست اذا لم يدفع "ويملأ الجيوب" حسب تعبيرات المحللين السياسيين الاسرائيليين. ولجأ باراك الى رئيس حزب "شينوي" اليميني العلماني المتشدد، تومي لبيد، للحصول على تأىيده في "قضية" ابو ديس في ظل الصورة القاتمة المطروحة فهو، كما تقول مصادر اسرائيلية، لا يستطيع تأجيل تسليم ابو ديس الى "اشهر" ويخشى في الوقت ذاته إن "دَفَعَ الان" ان لا يضمن اصوات شاس في اروقة الكنيست حيث يريدها.