دشن الملك محمد السادس في ضواحي تطوان شمال المغرب أول من أمس أكبر محطة لاستخراج الطاقة من المحركات الهوائية، انجزتها شركة "فيستاس" الدنماركية ومولها كل من مجموعة "الكتريستي دو فرانس" ومصرف "بنك ناسيونال دو باري" ومصرف "باريبا" وشركة "جيرما" المالية. وتبلغ قيمة المشروع نحو 60 مليون دولار ويمكنه انتاج اثنين في المئة من حاجة المغرب من الطاقة الحرارية. وقال المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء صاحب المشروع السيد ادريس بنهيمة، إن محطة الرياح الحرارية في تطوان هي الأكبر من نوعها في العالم، وتستفيد من منطقة جبلية تهب فيها الرياح طوال العام بسرعة تراوح بين 7 كيلومترات و15 كيلومتراً في الساعة. وأشار إلى ان هذه التقنية عالية الجودة تساهم في الحفاظ على البيئة وتساعد على خفض كلفة انتاج الطاقة التي بلغت العام الماضي أكثر من 2.1 بليون دولار. وأضاف بنهيمة "ان انتاج المحطة المعتمدة على الرياح يعادل انتاج سدين يعتمدان الطاقة الهيدرومائية". وتمثل هذه الأخيرة نحو 12 في المئة من استخراج الطاقة، لكنها تراجعت في الأعوام القليلة الماضية بسبب الجفاف. من جهته، قال وزير الطاقة والمعادن السيد يوسف الطاهري إن المغرب سيلجأ إلى الطريقة نفسها لبناء أربع محطات إضافية من المحركات الهوائية بقوة 2000 ميغاوات/ سنة تغطي حاجة منطقة الشمال المطلة على البحر الأبيض المتوسط من الطاقة الكهربائية. وسيتم بناء المحطات عبر عروض دولية من دون ضمانة الدولة، وهي الصيغة التي اعتمدت في محطة تطوان - الطريس الحرارية. ووفقاً للعقد الموقع مع مكتب الكهرباء، فإن شركة "الكتريستي دو فرانس" بالتعاون مع مصرفي "باريبا" و"بنك ناسيونال دو باري" ومصارف محلية أصحاب المشروع ستدير المحطة عبر فرعها المحلي "سيد" مدة 30 سنة، تبيع خلالها انتاج الكهرباء إلى الجهات المغربية بأسعار محددة سلفاً. كما ان بإمكانها تصدير الطاقة إلى الخارج في حال وفرة الانتاج. وكان المغرب اعتمد صيغة مشابهة لإنجاز أربع محطات للطاقة الكهربائية في منطقة الجرف الأصفر على المحيط الأطلسي تنجزها مجموعتا "آسيا براون بوفري" السويسرية - السويدية، و"ميشغان انرجي سرفيس" الأميركية بقيمة 5.1 بليون دولار من دون ضمانة الدولة أيضاً وبغطاء من البنك الدولي.