أكدت اسرائيل للمرة الأولى أنها قدمت للفلسطينيين خريطة تفصيلية تتضمن تصورها للوضع النهائي للأراضي الفلسطينية، مشيرة الى استعدادها لإبداء "مرونة" على طاولة المفاوضات التي استؤنفت امس تمهيداً لعودة المنسق الاميركي لعملية السلام دنيس روس. كذلك في اول اعلان رسمي فلسطيني، قال عبدربه امس ان اسرائيل عرضت تسليم الفلسطينيين 80 في المئة من اراضي الضفة خلال محادثات ايلات اخيرا. واوضح ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك ابلغ الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات خلال لقائهما الاحد الماضي ان العرض "غير رسمي والا يأخذه جديا". وقال داني ياتوم رئيس مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي للشؤون الامنية والسياسية إن باراك أبلغ الرئيس الفلسطيني أن الاقتراح الاسرائيلي بإعادة ثلثي أراضي الضفة الغربية للفلسطينيين "ليس بالضرورة نهائياً"، في اشارة الى الخريطة التي قدمها رئيس الوفد الاسرائيلي إلى مفاوضات الوضع النهائي عوديد عيران إلى نظيره الفلسطيني ياسر عبدربه في ايلات خلال الجولة الاخيرة من المحادثات بين الطرفين الاسبوع الماضي. وكانت "الحياة" نقلت أخيراً عن مصدر فلسطيني رفيع المستوى تفاصيل العرض الاسرائيلي الذي تضمن نقل 66 في المئة من اراضي الضفة الى الفلسطينيين وضم 20 في المئة من هذه الاراضي الى اسرائيل، من ضمنها "الكتل الاستيطانية الكبيرة" واحتمال نقل ال 14 في المئة المتبقية الى الفلسطينيين بعد فترة اختبار تمتد سنوات تبقى خلالها هذه الاراضي تحت السيطرة الاسرائيلية الكاملة أي منطقة ج بحسب تقسيمات اتفاقات اوسلو. وقسمت الخريطة المقترحة الاراضي الفلسطينية الى ثلاثة "كانتونات" منفصلة تحاصرها الشوارع الاستيطانية الالتفافية وتحيط بها المستوطنات. ونشرت صحيفة "معاريف" أمس مزيداً من التفاصيل في شأن هذه الخريطة، مشيرة إلى أن الاقتراح يتضمن بناء جسور وحفر انفاق تصل الكانتونات الفلسطينية ببعضها بعضاً "لضمان التواصل الجغرافي بين اجزاء الدولة الفلسطينية العتيدة". وأشارت الى ان عدداً من المستوطنات الصغيرة سيبقى في المنطقة التي ستخضع للسيطرة الفلسطينية الكاملة، من دون الاشارة الى مصير هذه المستوطنات، فيما سيبقى عدد من الفلسطينيين في المنطقة التي ستضم الى الدولة العبرية. وتابعت ان عملية نقل الاراضي الفلسطينية ستنفذ على مرحلتين: الاولى تشمل نقل ال 66 في المئة من الاراضي، والثانية ستنفذ بعد سنوات وتشمل نقل 14 في المئة من هذه الاراضي التي يقع معظمها في منطقة وادي الاردن بمحاذاة القطاع الطولي الضيق الممتد من الشمال الى الجنوب على طول نهر الاردن، والذي أشارت اليه الخريطة على انه جزء من الاراضي التي تريد اسرائيل ضمها. وبالإضافة الى هذا القطاع ظلل قطاعين طوليين آخرين من الغرب الى الشرق والكتل الاستيطانية الكبيرة ومناطق قريبة من هذه المستوطنات باللون الابيض للتدليل على انها جميعا ستضم الى الدولة العبرية، فيما تم اطلاق "منطقة خضراء" على الاراضي التي "قد" تعيدها اسرائيل للفلسطينيين اذا "نجحوا في اختبار" يستمر سنوات. أما المنطقة البنية اللون فتشير الى التجمعات السكانية الفلسطينية المعزولة عن بعضها في شمال الضفة الغربية ووسطها وجنوبها. وفي الوقت الذي رفض ياتوم التعقيب على ما اوردته الصحيفة، أكد وجود مثل هذه الخريطة، لكنه أوضح أنها "ليست نهائية"، وذلك في مسعى لاحتواء أزمة مع الفلسطينيين ظهرت بوادرها في مفاوضات ايلات عندما خرج المفاوضون الفلسطينيون من قاعة الاجتماعات فور اطلاعهم على فحوى الخريطة ورفضوا مناقشتها مبدئياً. واضاف ياتوم في تصريحات أن الجانب الاسرائيلي ابلغ الفلسطينيين أنه "اذا كان لديهم تعليق على الخرائط فنحن مستعدون لعمل ما يمكن عمله... وهذا جزء من طبيعة المفاوضات". ورفض الأمين العام لمجلس الوزراء الفلسطيني احمد عبدالرحمن مجدداً الخريطة الاسرائيلية المقترحة، مشدداً على ضرورة تنفيذ القرار 242، أي انسحاب اسرائيل الى حدود ما قبل حرب حزيران يونيو 1967. وعقد عبدربه جلسة محادثات امس مع عيران، فيما يستعد الجانبان لاطلاق جولة اخرى من المفاوضات بعد عودة روس الى المنطقة الاثنين المقبل. وقال عيران للاذاعة الاسرائيلية ان مسألة القرى العربية المحيطة بالقدس لا تزال "موضع بحث" بين الجانبين، لكنه أشار إلى ان "توقيت نقلها الى الجانب الفلسطيني متروك لرئيس الوزراء". وأكد ان "مسألة الدولة الفلسطينية" مطروحة على طاولة المفاوضات، رافضاً اعطاء تفاصيل.