وسط تشكك الفلسطينيين والاسرائيليين معا، اختتم وفدا الطرفين اليوم الاول مما أسموه ب"مفاوضات ماروثونية" للتوصل الى اتفاق اطار في شأن قضايا المرحلة النهائية في الموعد الذي حدده اتفاق شرم الشيخ وهو 13 شباط فبراير الجاري. وكان الوفدان الفلسطيني برئاسة الوزير ياسر عبدربه والاسرائيلي برئاسة السفير عوديد عيران، شرعا بمفاوضات تسابق الزمن بعيداً عن وسائل الاعلام في مكان ما شمال مدينة القدسالمحتلة في ظل تكتم شديد من الطرفين. وصرح عبدربه: "لقد انهينا اجتماعنا وسنواصل الاثنين البحث في مسائل تتعلق بالاتفاق الاطار"، مضيفاً ان المحادثات ستستأنف "في مكان سري". وكان داني ياتوم رئيس مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي للشؤون الامنية والسياسية اعلن قبيل بدء المفاوضات أن "ليس هنالك مواعيد مقدسة"، مستبعداً امكان توصل الطرفين الى اتفاق اطار في الموعد المحدد. ورجح في تصريحات للاذاعة الاسرائيلية أن يتم تمديد فترة المفاوضات شهراً واحداً أو شهرين. واعرب عبدربه ايضا عن تشاؤمه ازاء امكان التوصل الى نتيجة مرضية في المفاوضات مع الاسرائيليين. وقال: "لا نستطيع أن نقول أن المفاوضات تجري في أجواء متفائلة ... والموقف الاسرائيلي لا يشير الى امكان حدوث تقدم فعلي في الموعد المقرر". وأبدى عبدربه مرونة في امكان تمديد فترة المفاوضات "الماروثونية"، موضحاً أن "الفلسطينيين واقعيون، واذا ما لمسنا جدية يمكن أن ندرس التمديد". وزاد أن "الامور صعبة وغاية في التعقيد". وكانت مصادر رسمية اسرائيلية أكدت ل "الحياة" أن الرئىس ياسر عرفات وباراك اتفقا على ارجاء موعد التوصل الى اتفاق اطار حتى نيسان ابريل المقبل، وذلك بطلب من باراك نفسه. وبدأت مفاوضات الوضع النهائي قبل ثلاثة أشهر وشملت العديد من جلسات العمل التي لم يسفر معظمها عن نتائج وسلطت الضوء بدلاً من ذلك على عمق الفجوة بين مواقف الطرفين في ما يتعلق بالقضايا موضع التفاوض. ومن المفترض أن تستمر المفاوضات التي بدأت أمس تحت اشراف أميركي ما بين عشرة أيام واسبوعين. ولم يستبعد عبدربه أن تنقل هذه المفاوضات في مرحلة لاحقة الى واشنطن، مشيرا الى أن الاسرائيليين رفضوا الشروع فيها في العاصمة الاميركية. واستبعدت مصادر فلسطينية مطلعة في تصريحات ل"الحياة" أن ينجح الطرفان حتى في الاقتراب من التوصل الى "تفاهم مبدئي" على الوضع الدائم لقضايا القدس والمستوطنات والحدود واللاجئين في غضون اسبوعين ما دامت الحكومة الاسرائيلية مستمرة في تعنتها ورفضها أسس المفاوضات، وتحديداً القرار 242 الذي ينص على ضرورة انسحاب اسرائيل من الاراضي التي احتلتها عام 1967 بما في ذلك القدسالشرقية التي عمدت طوال العقود الماضية على توسيع حدودها البلدية وضمها اليها. ودللت المصادر ذاتها على نيات حكومة باراك بالقرار الاخير الذي اتخذه الجيش الاسرائيلي بنقل حاجز عسكري قرب "الخط الاخضر" الفاصل بين اسرائيل والضفة الغربية الى مسافة ثلاثة كيلومترات شرقاً في عمق الاراضي الفلسطينية في منطقة اللطرون التي احتلت عام 1967. وأوضحت أن اسرائيل تمعن في سياسة فرض الامر الواقع وازاحة "الخط الاخضر" مع "بلع" مزيد من الاراضي لتطرحها على طاولة المفاوضات "حدوداً ثابتة" للدولة العبرية. ومن المقرر أن يصل المبعوث الاميركي الخاص بالمسيرة السلمية دنيس روس الى المنطقة بعد غد، أي قبل يوم من لقاء القمة الذي حدده الرئيس بيل كلينتون لباراك وعرفات في معبر قطاع غزة.