اعترفت موسكو بمصرع 18 جندياً في مكمن داخل أراضي جمهورية انغوشيتا المجاورة للشيشان. واعتبر الحادث الاخطر من نوعه وانذاراً باحتمال اتساع رقعة الحرب، وعرقلة مساعي التسوية، وتعزيز مواقع الجنرالات الروس المعارضين بشدة للمفاوضات السلمية. واعترف الناطق الرسمي باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي بمصرع 16 وجرح اثنين الا ان بياناً لاحقاً اكد ان عدد القتلى بلغ 18 اضافة الى ثلاثة جرحى ومفقود واحد، ودمرت شاحنتان من طراز "اورال" واصيبت مدرعة كانت ترافقهما. ووقع الحادث ظهر الخميس في موقع قريب من الحدود الشيشانية وفي منطقة غابات اطلقت منها نيران المدافع الرشاشة وقاذفات "آر.بي.جي" وبنادق القناصة. وهذا سادس مكمن ينصب للقوات الفيديرالية منذ بداية آذار مارس، الا انه الأول خارج الأراضي الشيشانية، ما قد يدفع في الاتجاه الاسوأ الذي كان حذر منه القائد الميداني شامل باسايف زعيم جناح "المتطرفين" الذي حذر قبل ايام من انه سيعلن "الجهاد" في كل القوقاز. وربما أجهض الحادث الجهود التي اسفرت عن ترتيب لقاء في انغوشيتا بين نائب رئيس الوزراء الشيشاني كازبك ماخاشيف ورئيس لجنة التشريعات في مجلس الدوما بافل كراشينينيكوف. ووصف المراقبون هذا اللقاء بأنه "محاولة لجس النبض" ومعرفة احتمالات اجراء مفاوضات كاملة لوقف النار وتسوية المشكلة الشيشانية. وعارض اللقاء الغلاة لدى الجانبين، ولم يخف الجنرالات الروس استياءهم من القيادة السياسية وخوفهم من ان تدفع الأمور الى توقيع اتفاق سلام يكون "فخاً للجيش". ووصف نائب رئيس هيئة الاركان العامة فاليري مانيلوف الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف بأنه "يعمل يداً بيد مع قطاع الطرق" واضاف ان التفاوض معه "غير معقول". وتحدث عن "خسائر فادحة" لدى الجانب الشيشاني. وان القوات الفيديرالية فقدت حتى الآن 2233 قتيلاً و6575 جريحاً.