أبدت الكويت امس تفهماً لقرار البحرين فتح سفارتها في بغداد في ضوء حاجتها لرعاية مواطنيها الزائرين للمشاهد الدينية الشيعية في العراق، في حين لم تبد الحكومة الكويتية معارضة لإقامة مؤتمر شعبي معارض للتطبيع مع اسرائيل قريباً، مؤكدة انها هي لا تفكر بالتطبيع قبل حلول السلام بين سورية ولبنان من جهة واسرائيل من جهة ثانية. وقال وزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد رداً على أسئلة الصحافيين امس حول فتح المنامة قنصليتها في بغداد: "للبحرين مواطنون يزورون العتبات المقدسة في العراق وهم يريدون المحافظة على رعاياهم، ونحن لا نستنكر ذلك". وتابع: "يجب ألا نستغرب من أي شيء من هذا القبيل". واشار الى وجود سفارات للعراق في دول مثل البحرين وقطر وعمان والامارات "ولكل دولة ان ترسم سياستها ومصالحها وهذا لن يكون على حساب الآخرين ... ونحن متأكدون من موقف اخواننا في دول الخليج تجاه القضية الكويتية وسأكون في جدة يوم السبت المقبل في اجتماع وزراء الخارجية العرب". وسئل الشيخ صباح عن المؤتمر الشعبي لمقاومة التطبيع مع اسرائيل الذي ستعقده مجموعات سياسية كويتية يوم السبت المقبل فقال ان للشعب الكويتي ان يعبر عن رأيه في أي موضوع "لكننا كحكومة نؤكد اننا لا نفكر بتطبيع العلاقات مع اسرائيل الا بعد انتهاء اخواننا في سورية ولبنان من المفاوضات وحتى ينتهي الموضوع وتحسم قضية السلام". واضاف: "عندما يبدأون هم بالتطبيع نفكر نحن بهذا الموضوع". وكان نواب برلمانيون وناشطون سياسيون من الاتجاهين الاسلامي والليبرالي في الكويت أعلنوا عزمهم اقامة اجتماع تحضيري يوم السبت المقبل للاعلان عن اقامة المؤتمر الشعبي الخليجي لمقاومة التطبيع مع اسرائيل. وقال السكرتير العام للمؤتمر التحضيري الدكتور عبدالرزاق الشايجي اسلامي ل"الحياة" امس ان الاجتماع سيعقد في الثامنة مساء السبت في المقر الانتخابي للنائب عبدالله النيباري ليبرالي في الكويت ويتوقع ان يحضره ما بين 300 الى 400 مشارك من الكويت وست دول خليجية ومدعوون من جمعيات عربية ناشطة في مجال مقاومة التطبيع مع اسرائيل في دول عربية. وأوضح: "في هذا الاجتماع سيتم تشكيل أمانة عامة من 11 شخصاً ووضع البرنامج السياسي للمؤتمر الذي نسعى اليه ليكون نواة تحرك شعبي على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي لمقاومة التطبيع". "إهانة بوتين" الى ذلك، انتقد الشيخ صباح الأحمد بشدة قيام شبان اسلاميين بإهانة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مهرجان خطابي لمناصرة الشعب الشيشاني يوم الجمعة الماضي، اذ قام الشبان بطعن دمية تمثل بوتين بالسكاكين وألقوا فوقها الأحذية والقمامة. وقال في تصريح بثته وكالة الانباء الكويتية الرسمية ليل الاثنين: "أشعر بالأسف والامتعاض تجاه ما حدث ويؤسفنا كحكومة دولة الكويت ان تحدث مثل هذه التصرفات الصبيانية التي اساءت الى رئيس دولة كبرى وصديقة". واعتبر ان ما حدث "لا هدف له ويعطي انطباعاً وانعكاساً غير حضاري عن الكويت". لكن الشيخ صباح رفع العتب عن النواب الاسلاميين الذين دعوا للمهرجان وقال: "أنا على يقين من ان الذي دعا الى الاجتماع لا علاقة له بما حصل لأن الذي حدث أتى من قبل صبية حديثي العهد، وآمل ألا يتكرر هذا التصرف الذي لا يخدم الكويت بل يظهرها بشكل سيء امام الدول الأخرى".