أبدت مصادر ديبلوماسية أميركية مخاوف من حدوث تفاعلات داخل "الجبهة الاسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين" التي تضم اسامة بن لادن والزعيم السابق لجماعة "الجهاد" المصرية الدكتور ايمن الظواهري وجماعتين من باكستان وأخرى من بنغلاديش تؤدي الى صعود الظواهري الى قمة الهرم التنظيمي للجبهة، مشيرة الى أن نشاط ابن لادن شهد خلال الشهور الماضية تضاؤلاً بفعل مرض الفشل الكلوي الذي يعانيه. وقالت المصادر ل"الحياة" إن تقارير استخبارتية أكدت أن خطورة الظواهري على المصالح الاميركية تفوق خطورة ابن لادن الذي رضخ بعد تفجير سفارتي اميركا في نيروبي ودار السلام في آب اغسطس العام 1998، لضغوط مارستها ضده حركة "طالبان" والتزم عدم التخطيط لعمليات جديدة ضد أهداف أميركية. ونفت المصادر تقارير ذهبت الى أن ابن لادن وأتباعه أطلقوا معلومات غير صحيحة عن اصابته بالفشل الكلوي لتخفيف الضغوط الاميركية على "طالبان"، مؤكدة أن جهاز الاستخبارات الاميركي سي. أي. آيه تلقى معلومات تؤكد اصابة بن لادن بالمرض ومواجهته صعوبات في تدبير اجهزة وعقاقير للعلاج. وأوضحت المصادر ان الظواهري يتولى بنفسه حالياً الاشراف على علاج ابن لادن وان الاول تمكن من خلال شبكة علاقات تربطه باطباء إسلاميين عرب من استقطاب بعضهم الى افغانستان لمعاونته في السيطرة على المرض. وذكرت أن خطورة الظواهري تكمن في طموحه الى تحقيق نصر إعلامي وسياسي في حربه مع الولاياتالمتحدة خصوصاً بعدما أجبره قادة آخرون في جماعة "الجهاد" على التخلي عن موقعه ك"أمير" للجماعة بعدما اعترضوا على التحالف الذي أبرمه مع ابن لادن في شباط فبراير العام 1998 تحت لافتة الجبهة. وكانت "الحياة" كشفت في كانون الثاني يناير الماضي تفاعلات جرت داخل جماعة "الجهاد" ونقلت آراءً لقادة في التنظيم اعتبروا التحالف مع ابن لادن كارثة، ورأوا أن تفجير سفارتي اميركا في نيروبي ودار السلام أضر بالجماعة وتسبب في بروز تحالف بين اجهزة أمنية في دول عدة لمطاردة قادة التنظيم وعناصره وتسليمهم الى الولاياتالمتحدة ومصر. ووجهت السلطات الاميركية العام الماضي الى الظواهري وابن لادن و14 آخرين الاتهام بتفجير السفارتين مما أدى إلى مقتل اكثر من 200 وجرح آلاف من الأشخاص. وأعربت المصادر الاميركية عن اعتقادها بأن الظواهري سيسعى الى تحقيق انتشار واسع من خلال سلسلة من العمليات ضد المصالح الأميركية في العالم، اذا تسلم قيادة الجماعة. وأشارت الى أن الأصولي المصري الذي اصدرت محكمة مصرية ضده العام الماضي حكماً غيابياً بالإعدام في قضية "العائدون من البانيا" يملك شبكة علاقات واسعة مع أصوليين آخرين منتشرين في العالم. ورأت أن لديه خبرات واسعة في التخطيط لعمليات عنف كبيرة. ولفتت الى أن الظواهري خطط عمليات معقدة منها محاولتا اغتيال رئيس الوزراء المصري السابق عاطف صدقي، ووزير الداخلية السابق حسن الألفي العام 1993، كما خطط عملية تفجير السفارة المصرية في إسلام أباد العام 1995،اضافة الى اتهامه بالتخطيط لتفجير سفارتي اميركا في افريقيا. ولفتت المصادر إلى أن الخلاف الرئيسي بين الظواهري وزملائه من قادة "الجهاد" انصب على تحديد هدف التنظيم. إذ رأى هؤلاء ان إصرار الظواهري على تحويل نشاط الجماعة من معاداة الحكومة المصرية الى توسيع العمليات الموجهة الى الأهداف الأميركية اخرج التنظيم عن هدفه الحقيقي في حين رأى هو أن محاربة "رأس الكفر" وهي الصفة التي يطلقها على أميركا واجب شرعي. ومعروف أن البيان التأسيسي ل"الجبهة الاسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين" حوى فتوى توجب على المسلمين قتل الاميركيين ونهب أموالهم اينما وجدوا. ورجحت المصادر ان يلقى الظواهري تأييداً من قادة أصوليين مصريين مقيمين في دول عدة عارضوا الضغوط التي مارسها عليه زملاؤه في "الجهاد"، مما دفعه الى التخلي عن قيادة التنظيم، وأن ينجح الاصولي المصري في نسج شبكة معادية للولايات المتحدة تضم اعضاء تنظيم "القاعدة" ومصريين من عناصر "الجهاد" فضلوا مواصلة العمل معه بعد ابتعاده عن الجماعة وإصراره على مواصلة العمل ضمن الجبهة. وعن الدور الذي يمكن ان يضطلع به مستقبلاً القائد العسكري ل"القاعدة" محمد عاطف أبو حفص المصري. أشارت المصادر الى أن تاريخ الظواهري ومكانته بين الحركات الاصولية يفوق بكثير المكانة التي حققها عاطف الذي لم يبرز على الساحة إلا بعد مقتل القائد العسكري السابق لتنظيم القاعدة "ابو عبيدة البنشيري" الذي مات غرقاً العام 1996 في بحيرة فيكتوريا. وتعتقد اميركا ان "البنشيري" ذهب الى هناك لتأسيس قواعد للافغان العرب والإعداد مبكراً لعمليات ضد أهداف أميركية في الدول الافريقية.