واصل المحافظون في ايران تصعيد حملتهم على بعض الأطراف الاصلاحية المتهمة بتسويق "الاصلاحات الاميركية"، وشهدت طهران وبعض المدن الكبرى مثل مشهد شرق تظاهرات حاشدة بعد صلاة الجمعة أمس، دعماً لمواقف المرشد آية الله علي خامنئي، وللتنديد ب"إهانة" بعض الصحف والصحافيين الاصلاحيين "القيم الثورية والدينية". وتحركت الحكومة عبر وزارة الثقافة والإرشاد، لمواجهة الوضع، فدعت الى اجتماع لجميع المديرين المسؤولين في الصحف، يُعقد اليوم لتبديد ما وصفه نائب وزير الثقافة شهدي مؤدب ل"قلق خامنئي والرئيس محمد خاتمي حيال عمل الصحافة". وفي الوقت نفسه تردد ان السلطات اعتقلت 150 شخصاً خلال صدامات واسعة في محافظة فارس، تلت احتجاجات على إلغاء انتخاب مرشح اصلاحي للبرلمان. وشارك في تظاهرة طهران اكثر من عشرة آلاف شخص، وانطلقت بدعوة من "الحرس الثوري" من الجامعة حتى ساحة فلسطين. ولوح المشاركون ب"الجهاد" إذا أمرهم المرشد، مطالبين باستقالة الوزراء "غير المؤهلين". ويتهم المحافظون وزير الثقافة والإرشاد عطاء الله مهاجراني بالتهاون حيال الصحافة. وجاءت التظاهرات في طهران وعدد من المدن الكبرى لتندد ايضاً بما بات يعرف ب"فضيحة برلين" في اشارة الى مشاركة عدد من الشخصيات الاصلاحية في مؤتمر حول "ايران ما بعد الانتخابات" قبل نحو اسبوعين. وحسب المحافظين شهد المؤتمر توجيه "اهانات الى القيم الدينية والثورية من بعض المشاركين، وبعض الحصور من أنصار منظمة مجاهدين خلق" المعارضة. واكدت أوساط المحافظين، عبر بث مقتطفات من المؤتمر ان بعض الحضور "خلع ملابسه"، فيما "تراقص آخرون استهزاء". واستدعت المحكمة الثورية الشخصيات الايرانية المشاركة في المؤتمر وبينها عزت الله سحابي أحد رموز التيار الليبرالي، واكبر غنجي الصحافي الاصلاحي الذي نفى ان يكون وجه اهانة الى الإمام الخميني في مقابلة مع صحيفة المانية. وطالب المتظاهرون بمحاكمة المشاركين في مؤتمر برلين، بتهم الإساءة الى الثورة والنظام الاسلامي. وحذر رجل الدين البارز امامي كاشاني محافظ من "محاولات اعداء ايران ايجاد موطئ قدم لهم"، وقال ان "الاستكبار سعى عبر الحصار الاقتصادي، والحرب مع العراق واستهداف المراكز العلمية والجامعية - عبر العناصر التابعة له - الى محو النظام الاسلامي". ويرى الاصلاحيون ان الحملة الجديدة للمحافظين كسابقاتها لا تلبث ان تنتهي، لكن الدخول المباشر لخامنئي على خط الأزمة اعطاها أبعاداً أكثر اهمية، وتزيد حدتها المواقف الاميركية الداعمة علناً للتيار الاصلاحي. وكان المرشد حذر في تجمع ضم مئات الآلاف من الشباب الخميس الماضي من "مؤامرة اعلامية" تعمل الادارة الاميركية لتنفيذها في ايران "عبر اياديها"، مستغلة حرية الصحافة. واكد احترامه هذه الحرية مدافعاً عن خاتمي. واعربت الولاياتالمتحدة ليل الخميس عن "قلقها" من تصريحات خامنئي وقال الناطق جيمس روبن: "إننا قلقون في كل مرة تتعرض فيها حرية الصحافة في العالم للخطر، او لإعلان يتعرض للحق الأساسي في حرية التعبير". واشار الى ان "حرية الصحافة لعبت دوراً كبيراً في التطور السياسي في ايران خلال السنوات الأخيرة"، في تلميح الى سياسة الانفتاح التي تلت انتخاب خاتمي رئيساً. على صعيد آخر أ ب أفاد صحافي في بلدة سرفستان في محافظة فارس ان حوالى 150 شخصاً اعتقلوا امس، خلال صدامات مع الشرطة شهدتها البلدة. وذكر ان الاحتجاجات في سرفستان تواصلت لليوم الثالث اثر الغاء انتخاب أحد المرشحين الاصلاحيين، مشيراً الى ان مئات من عناصر مكافحة الشغب انتشروا في البلدة حيث احرقت سيارة للشرطة و"غطت الشوارع الاطارات المحروقة وحطام الزجاج".