أبدى قائد الحرس الثوري الايراني خلال مناورات للمتطوعين الباسيج احترامه للرئيس الاصلاحي محمد خاتمي. لكن مراقبين رأوا ان تلك المبادرة الرمزية لا تعني نهاية الحرب بين الاصلاحيين والمتشددين الذين اغلقوا صحيفة "سلام" الليبيرالية ولا تزال اجهزتهم تحتجز اعدادا من الطلبة الذين شاركوا في تظاهرات الشهر الماضي. قال الجنرال رحيم صفوي قائد الحرس الثوري امام آلاف المتطوعين الباسيج المشاركين في المناورات العسكرية التي جرت لليوم الثاني على التوالي شرق العاصمة طهران امس الخميس، ان "الوقوف الى جانب الرئيس محمد خاتمي يمثل ارادة الملايين التي انتخبته". وأعلن قائد الحرس ان الباسيج هم "الرأسمال الاساسي" لحكومة ايران وشعبها واذا وقفوا الى جانب رجال الدين ومرشد الجمهورية علي خامنئي فان "مصير جميع مؤامرات العدو الفشل". وأضاف ان "الذين يريدون تقسيم الصفوف الموحدة لمسؤولي النظام يخونون الشعب والثورة خيانة عظمى"، مؤكدا ان "الامبريالية لم تعد اليوم تغزو الدول بجنودها لكنها تحقق اهدافها بواسطة الكتب والاذاعات". وأشرف صفوي على مناورات الباسيج التي تهدف الى اظهار التأييد للنظام وهي الاولى التي تجرى في طهران على التلال الواقعة الى شمال شرقي العاصمة. وأفادت مصادر عسكرية ان هذه المناورات التي تحمل اسم "فدائيو الامام" ستنتهي صباح غد الجمعة بمراسم يشارك فيها خامنئي الذي يتزعم التيار المحافظ ويشغل ايضا منصب القائد الاعلى للقوات المسلحة الايرانية. وتأتي هذه المناورات بعد اسابيع قليلة على تدخل الميليشيات الاسلامية بقوة لوضع حد لتظاهرات الطلاب الاصلاحية التي شهدتها احياء عدة من طهران. وفي اطار الصراع القائم بين الاصلاحيين والمتشددين، اتهم النائب مرتضى نبوي وهو احد الرموز المحافظة في مجلس الشورى، التيار الاصلاحي بالاعداد لاعمال عنف يشارك فيها الطلبة الجامعيون وبعض التنظيمات العمالية، فيما اصدر الاتحاد الاسلامي للطلبة الجامعيين بياناً اوضح فيه ان مئة طالب ما زالوا معتقلين او في عداد المفقودين منذ اندلاع الاحتجاجات في العاصمة الايرانية الشهر الماضي. وطلب البيان من الجهات المعنية تقديم ايضاحات حول مصير هؤلاء الطلبة. وفي ظل السجال القائم بين الاصلاحيين والمتشددين اكد المراقبون ان الصراع بينهما لن يحسم قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في شباط فبراير المقبل. وقال وزير الداخلية الايراني عبدالواحد موسوي لاري ان هذه الانتخابات ستشهد منافسة بين سبعين حزباً سياسياً ومهنياً. وأشار الى ان الاحزاب المؤمنة بالقانون الاساسي للبلاد يحق لها خوض الانتخابات. وبدأ المحافظون في وقت مبكر محاولاتهم تقويض الحملة الانتخابية للاصلاحيين باغلاقهم صحيفة "سلام" ابرز الصحف الاصلاحية المقربة من تيار خاتمي. ودفع ذلك جماعة "صحافيون بلا حدود" الى اعتبار ان هذه الخطوة قوضت تعهدات طهران بتحسين حقوق الانسان. وكانت محكمة خاصة برجال الدين حظرت في وقت سابق هذا الاسبوع صحيفة "سلام" لمدة خمس سنوات ومنعت ناشرها من ممارسة العمل الصحافي وذلك بحجة نشرها وثائق سرية. وقالت "صحافيون بلا حدود" في رسالة بعثتها الى الرئيس الايراني انه "ليس من اختصاص المحكمة الخاصة برجال الدين الحكم في قضايا صحافية". واضافت انها طالبت بالغاء القرار غير القانوني الذي اتخذ بدافع سياسي"، مشيرة الى ان تلك الخطوة تمثل "انتهاكا صارخا لحرية الصحافة". وقالت الجماعة ان "السلسلة الاخيرة من انتهاكات حرية الصحافة، تقوض تعهد الجمهورية الاسلامية الايرانية بتحسين حقوق الانسان المشروعة".