لندن، برلين، سانتياغو - "الحياة"، أ ف ب، أب، رويترز - كشفت تقارير بريطانية رسمية تم الافراج عنها تباعاً، منذ مطلع الاسبوع الى أمس الخميس تفاصيل اضافية عن الأيام الأخيرة لزعيم المانيا النازية أدولف هتلر في مخبأه المحصن في برلين نهاية الحرب العالمية الثانية. وجاء في تقرير عن استجواب خضع له جنرال ألماني التقى هتلر قبل أيام من موته أن الزعيم النازي كان وقتها "رجلاً منهاراً تماماً" وانه حمّل مسؤولية هزيمة ألمانيا القيادات العسكرية التي قال انها "كذبت عليه". كما أشارت تقارير اخرى الى مسؤولية هتلر المباشرة عن واحدة من أشهر جرائم الحرب عندما أعدم الألمان في 1944 خمسين من الضباط الحلفاء الأسرى. ويأتي الكشف عن الوثائق بعد انتهاء المدة القانونية لحفظها وهي 55 سنة. ويتزامن مع الذكرى ال111 لمولد الزعيم النازي التي صادفت أمس الخميس. وكان الجيش البريطاني اعتقل الجنرال غوتليب بيرغر، وهو من كبار قادة قوات "اس اس" القوات الخاصة ومن المقربين الى هاينريش هملر رئيس جهاز الغستابو النازي، مباشرة بعد نهاية الحرب. وقال في التحقيق الذي اجراه معه وقتها جهاز الاستخبارات البريطاني انه زار مقر قيادة هتلر في برلين في 22 نيسان أبريل 1945، أي قبل ثمانية أيام من موته، ليجده "رجلا منهاراً تماماً"، وأنه كان يتكلم ويتصرف وأنه "مصاب بالجنون". وذكر ان هتلر كرر أمامه: "خانني الجميع وأخفوا عني الحقيقة. القوات المسلحة كذبت عليّ، وتخلت عني، حتى قوات اس اس". وتمت الزيارة تحت القصف الشديد الذي كانت تتعرض له برلين من الجيش الأحمر. وادعى الجنرال بيرغر انه اعترض على اقتراح من هملر على الزعيم النازي بالهرب مع عشيقته ايفا براون، معتبراً ان ذلك سيشكل "خيانة للشعب الألماني"، ونصحه بدل ذلك بالانتحار. وقال ان هتلر لم يرد على النصيحة. وعثرت القوات السوفياتية على جثتي هتلر وايفا براون المتفحمتين، ولم يتمكن الحلفاء وقتها من التأكد هل كان مات منتحراً. وقال الجنرال غوتليب للمحققين انه رأى عندما التقى هتلر ما يشير الى انه كان أصيب بجلطة قبيل ذلك، ولم يستبعد استناداً الى اضطرابه العصبي انه اصيب بجلطة اضافية سببت موته. من جهة ثانية أشارت محاضر التحقيق الذي اجرته الاستخبارات البريطانية نهاية الحرب مع الجنرال أدولف فيزتهوف، ضابط شؤون الأسرى في المانيا النازية، الى مسؤولية هتلر المباشرة عن الأمر باعدام 50 ضابطاً جوياً من الحلفاء شاركوا في محاولة للهرب من "المعتقل 3" على الحدود الألمانية البولندية في آذار مارس 1944. وتم تنفيذ الأمر على رغم اعتراض كبار القادة العسكريين الألمان عليه باعتباره يشكل انتهاكاً لميثاق جنيف. وشارك في المحاولة التي خلدها فيلم "الهروب الكبير"، وهو من بين أشهر أفلام هوليوود عن الحرب العالمية الثانية، عدد كبير من الطيارين الأسرى بينهم 76 طياراً بريطانيا. وقال فيزتهوف ان الذي نقل أمر الاعدام كان المارشال فيلهيلم كايتل المسؤول الأعلى عن معسكرات الأسرى. ونقل فيزتهوف عن كايتل قوله في اجتماع ضم كبار مسؤولي المعسكرات: "يجب إعدام الهاربين ليكونوا أمثولة". ورفض كايتل، ازاء احتجاج الضباط على الأمر، تدوينه كتابياً، مؤكداً في الوقت نفسه أنه يأتي من "أعلى المراجع"، و"اننا بحثناه الأمر في حضور الفوهرر ولا يمكن تغييره". وكان مع هتلر وقتها، حسب الافادة، قائد سلاح الجو هيرمان غورنغ وقائد قوات "اس اس" هملر. وأدعى الجنرال الألماني ان قواته لم تتسلم أياً من الأسرى وان الشرطة والغستابو نفذت أمر الاعدام من دون علم القيادة العسكرية. يذكر أن كايتل أعدم بعد الحرب لارتكابه جرائم من بينها حادثة "المعتقل 3". كما أعدم الحلفاء 21 عنصراً من الغستابو بتهمة المشاركة في قتل الطيارين.