رام الله - "الحياة" بعد شهرين على صدور الترجمة العبرية لديوان محمود درويش "سرير الغريبة" عن دار "بابل" الإسرائيلية للنشر، أصدرت دار نشر جديدة هي دار "أندلس" ترجمة لديوان درويش "لماذا تركت الحصان وحيداً". الترجمة الجديدة كسابقتها، أنجزت بواسطة الشاعر عهد حمزة غنايم. أما الغلاف فصممه الفنان شريف واكد. وكتب البروفيسور ساسون سوميخ على غلاف الديوان الأخير كلمة جاء فيها: "تعد هذه المجموعة الشعرية الصادرة في أصلها العربي في لندن عام 1995، بلا شك، أحد النتاجات الناضجة والمركبة التي قدّمها الشعر العربي المعاصر. فقصائدها تشكل منظومة ملحمية تقوم على مادة مستمدة بجزئياتها من سيرة الشاعر الذاتية، وبخاصة أقاليم طفولته: حرب 1948، الطفل ابن السادسة وأبوه، الحصان والبيت المهجوران، القرية المدمرة. وفيها لا تظهر الصور كمتتالية تسجيلية منتظمة ومتوقعة، بل تطلّ ضمن سياق تاريخي مختلف وغريب، لتحقق نوعاً من الرسم السريالي الذي يكتسي "موتيف" المنفى في ما لا حصر له من الأشكال. في هذا الكتاب تبلغ الكثافة المجازية الرمزية التي تميز قصائد درويش المتأخرة أوجهاً. وهي تساعد على تحويل الصور المتناثرة إلى أوديسة جديدة، عالمية، قوميّة وشخصية في آن. وينطوي كل سطر من سطور هذه القصائد على تلميحات وإشارات لنصوص أدبية وتاريخية وقصائد لشعراء آخرين، وكذلك قصائد سابقة لدرويش نفسه. إن ترجمة قصائد كهذه إلى لغة أخرى تصنع صعوبة كبيرة أمام المترجم، وخصوصاً أن القارئ المستهلك لهذه الترجمة، أي القارئ الإسرائيلي، ليس ملماً لشدة الأسف بالثقافة العربية ومصادرها ورموزها. لكنه يظلُّ إنجازاً أن يصدر هذا الكتاب، الذي يعدُّ أهم أو أرقى مجموعات محمود درويش الشعرية، عبر ترجمة عبرية دقيقة، أنجزها الشاعر غنايم. من هنا، فإن نتاج الشاعر درويش، أبرز أو أهم شعراء الشعب الفلسطيني، جدير بأن يجد مكانه على رفوف الكتاب العبري، لا بفضل مضامينه وهوية مؤلفه فحسب، بل لكونه إنجازاً فنياً رائعاً ومعبراً، قبل أي شيء آخر".