كشف ديبلوماسي غربي عن خلافات بين جبهة "بوليساريو" والوسيط الدولي في نزاع الصحراء جيمس بيكر على مكان اللقاء الذي كان مقرراً بين الطرفين في التاسع من الشهر المقبل في تندوف جنوب غربي الجزائر. وقال المصدر إنه تم ابلاغ مسؤولي "بوليساريو" ان بيكر "لا يرغب في التوجه إلى مخيمات تندوف، ويفضل الاجتماع معهم في مطار المدينة". ويبدأ بيكر في الثامن من أيار مايو المقبل جولة في منطقة المغرب العربي تقوده أولاً إلى الجزائر، ثم إلى تندوف في 9 أيار للاجتماع مع زعيم "بوليساريو" السيد محمد عبدالعزيز، وبعدها إلى المغرب في 10 أيار، ثم إلى نواكشوط. لكن يبدو ان تحولاً طرأ على برنامج الرحلة. إذ قال المصدر الغربي إن بيكر يسعى إلى عدم إثارة "أي نوع من الحساسيات" بزيارته مخيمات تندوف. ولفت إلى مفاوضات تتم بين مسؤولي "بوليساريو" وأوساط بيكر "لايجاد مخرج" لموضوع زيارته تندوف. وقال إن "بوليساريو" والجزائر أبدتا استياء من إعلان ان اللقاء بين الوسيط الدولي وزعيم الجبهة الصحراوية سيقتصر على اجتماع "في مطار تندوف". وقال المصدر إن خطوة الوسيط الدولي "إشارة بالغة الأهمية"، لأنها تعني رغبته في "عدم إفادة جبهة بوليساريو من زيارته المخيمات وترويجها على أساس أنها دعم لها". وذكّر بالزيارة الأخيرة للوسيط الدولي للمنطقة "حين تحولت جولته في مخيمات تندوف إلى مهرجان" لمؤيدي "بوليساريو". وتتزامن جولة بيكر مع نشر الأمين العام السابق للأمم المتحدة خافيير بيريز ديكويار مذكراته التي تناول فيها دوره في التسوية لنزاع الصحراء الغربية. إذ قال تحت عنوان "حج من أجل السلام"، إنه "لم يقتنع قط بأن الاستقلال قد يشكل مستقبلاً لسكان الصحراء الغربية". وأضاف ان عدد سكان الصحراء لا يمكن أن يتجاوز 150 ألف نسمة، و"لن تتمكن الصحراء بإمكاناتها الاقتصادية الضعيفة من اتاحة الفرصة أمام قيام دولة مستقلة". واعتبر ان "حلاً سياسياً معقولاً يدمج الصحراء داخل المغرب كمنطقة مستقلة كان من شأنه ان يجنب سقوط عدد من القتلى ويوفر تكاليف باهظة". وعلق على انسحاب المغرب في 1984 من منظمة الوحدة الافريقية احتجاجاً على قبول عضوية "الجمهورية الصحراوية"، فقال: "إنه من غير المعقول أن تتفاوض حكومة وتوقع اتفاقاً مع رعاياها". وهي عبارة كان اطلقها الملك الراحل الحسن الثاني قبل الانسحاب من المنظمة الافريقية.