بغداد - أ ف ب، رويترز - للمرة الأولى شكك نائب رئيس الوزراء العراقي السيد طارق عزيز بحياد رئيس لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش انموفيك السويدي هانز بليكس، مشدداً على ان بغداد لن تتراجع عن رفضها التعامل مع القرار 1284، وواصفاً ذلك بأنه "الحل". وأضاف: "ما دام الحصار باقياً فالأفضل ان يبقى من دون لجنة". وقال طارق عزيز امام المشاركين في المؤتمر السادس للمغتربين العراقيين ان بليكس "واحد من الموظفين الدوليين الذين يخضعون للضغوط الدولية"، وحتى الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان يخضع لهذه الضغوط. من يقول لنا ان بليكس أفضل من غيره؟ وهل اسمه مذكور في التوراة أو الانجيل أو القرآن بأنه واحد من الأولياء الصالحين، بحيث يجلب لنا الرحمة والحل"؟ وفي اشارة الى اعضاء "انموفيك" تساءل طارق عزيز: "من يضمن لنا ان يكونوا نزيهين وموضوعيين وشرفاء مئة في المئة؟ هذا غير موجود الآن، هناك حالات نادرة، مثل هانز فون شبونيك منسق البرنامج الانساني الذي استقال في شباط - فبراير الما ضي ودنيس هاليداي الذي سبقه، واللذين كانا شريفين قالا كلمة الحق". واستدرك ان "هذا لا يعني ان جميع موظفي الاممالمتحدة والذين سيعينون في اللجنة الجديدة يتصفون بهذه الصفات". يذكر ان طارق عزيز أعلن السبت الماضي ان موافقة مجلس الأمن على الخطة التي وضعها بليكس "لا تعني شيئاً بالنسبة الى العراق"، وجدد رفض التعامل مع القرار 1284. وشدد المسؤول العراقي امس على ان عدم التعامل مع القرار هو "الحل"، مشيراً الى انه "ما دام الحصار باقياً فالأفضل ان يبقى من دون لجنة". وتابع ان بعض الأوساط يحاول وصف مواقف القيادة العراقية بأنها "متعنتة ومتشددة ولا تقبل حلاً ولا تتفاهم"، وزاد: "هذا غير صحيح. تحملنا المر خلال سبع سنوات ونصف سنة، تحملنا ما لا يتحمله انسان من التعامل مع مجلس الأمن ومع اللجنة الخاصة والاممالمتحدة، من أجل شعبنا ومن أجل رفع الحصار، ومع كل هذه التضحيات يأخذ المجلس قراراً مخادعاً. علينا ان نختار، إما الحصار وإما اللجنة. اذا عادت اللجنة والحصار باق، عادت المشاكل، أفضل ان نبقى من دون لجنة الى ان يقضي الله أمراً كان مفعولا". وندد بموقف الإدارة الاميركية قائلاً ان الحظر اصبح "لعبة تجارية. بزنس اميركي وبريطاني. اميركي بالدرجة الأولى، وبريطانيا تأخذ شيئاً من الفتات". وأشار الى ان الدول الأخرى اصبحت متضررة من استمرار الحظر، خصوصاً "فرنسا وروسيا والصين والهند، واميركا هي الوحيدة المستفيدة". وختم ان الحظر الدولي يشكل "إبادة جماعية، لكن العراق بلد مهم صمد وسيصمد ولا يمكن لأحد عزله أو تجاهله". يذكر ان "أنموفيك" شكلت بموجب القرار 1284 الذي يشترط لتعليق العقوبات تعاوناً كاملاً تبديه بغداد مع اللجنة. وكان الحظر بين المواضيع التي ناقشها في موسكو وزير الدفاع العراقي سلطان هاشم احمد، خلال زيارة كشفتها في نهايتها وكالات أنباء روسية. وبعد صمت أعلنت وكالة الانباء العراقية في اليوم التالي زيارة الوزير التي امتدت بين 14 و16 نيسان ابريل الجاري. وأوضحت انه ناقش مع نظيره الروسي ايغور سيرغييف العلاقات العسكرية الثنائية والعقوبات والضربات العسكرية الاميركية - البريطانية في منطقتي الحظر الجوي في شمال العراق وجنوبه.