لليوم الثاني، واصل "التيار الوطني الحر" بقيادة العماد ميشال عون، تحركه لإطلاق عدد من ناشطيه أوقفوا أمس وأول من أمس أمام قصر العدل في بيروت، خلال اعتصامات طالبوا فيها بتخلية عدد من رفاقهم اعتقلوا لتوزيعهم بياناً يتهجم على "جيش دولة صديقة" القوات السورية، واصطدموا مع عناصر من قوى الأمن الداخلي. وفي انتظار أن يمثل خمسة من الموقوفين، وبينهم إبن شقيق عون، أمام المحكمة العسكرية الدائمة اليوم، نفذ مئات من المنتمين إلى "التيار" ومناصريهم اعتصاماً أمس أمام قصر العدل، ثم ساروا في تظاهرة صامتة إلى أمام مبنى المحكمة العسكرية الذي يبعد مئات الأمتار، مرددين هتافات وحاملين لافتات تشدد على حق المواطن في الحرية والتعبير، وقد كمّوا أفواههم تعبيراً عن قمع الحرية. وهناك طلبت منهم القوى الأمنية التي انتشرت بكثافة في المنطقة المغادرة لأن الرسالة وصلت، وبعد دقائق وصلت سيارات من فوجأ اطفاء بيروت رشّت المعتصمين بالمياه فتراجعوا الى محلة المتحف حيث حصل احتكاك بينهم وبين القوى الأمنية جُرح بنتيجته إثنان من المتظاهرين هما ملحم نعمة الذي نقله الصليب الأحمر اللبناني الى مستشفى "أوتيل ديو" بعد اصابته في ظهره، وريتا كيروز. وكان أربعة من ناشطي التيار عرف منهم ربيع معلولي وبول باسيل وجان بول ديب، أوقفوا ليل أول من أمس أمام قصر العدل في حين أفادت مصادر التيار ان موقوفين جدداً انضموا اليهم أمس. وكان "التيار" عقد ظهر امس مؤتمراً صحافياً في جونية تحدث خلاله العماد عون في اتصال هاتفي من باريس قال فيه "لا نعرف ما هي خلفية السلطة لاننا لم نرتكب مخالفات تستوجب المنع او التوقيف، ولا القوانين اللبنانية تسمح. فهي تتصرف كسلطة قمعية وتريد ان تمنع بتجاوزات خارجة على القانون، أي لقاء بين اللبنانيين كي لا يكوّنوا رأياً حراً يعاكس خطابها الايديولوجي". واضاف "نحن نحضّر لمواجهة هذه المرحلة لأننا نعرف ان سورية، بعد الانسحاب الاسرائيلي، ستعمل ما لا يعمل لتبقى مسيطرة على لبنان وتمنع تنفيذ القرار الدولي الرقم 520 يطالب بانسحاب كل الجيوش الغريبة من لبنان لان غايتها ضمّ لبنان وهي لم تأت لتساعدنا". وتابع "نحن مستعدون للمواجهة بالطرق السلمية من خلال حقنا الدستوري في ممارسة الحرية وحقوقنا كاملة. نحن لنا حق في ان نقبل الوجود السوري او لا نقبله، خصوصاً اذا كان احتلالاً بكل مفاعيله". واعلن عضو مجلس نقابة المحامين نهاد جبر ان النقابة تولت الدفاع عن الموقوفين. وعقد عدد من المنظمات السياسية والطالبية، من مختلف الاتجاهات اجتماعاً احتجاجاً على توقيف الطلاب وإدانة لما تعرضوا له من قمع. واعتبر بيان أصدروه "ان تقييد الحريات تحت شعار الحفاظ على الأمن لا مبرر له سوى التمادي في اسكات كل صوت معترض على مسلكية السلطة".