اعتبر مساعد الرئيس السوداني المستقيل الدكتور رياك مشار "ان اتفاق الخرطوم للسلام انجاز سياسي وتاريخي يحمل كل المضامين السياسية المطلوبة لحل النزاع في السودان، خصوصاً جنوبه"، لكنه اكد انه لن يعود الى الخرطوم حتى تزول اسباب خروجه منها. وتعتبر تصريحات مشار التي ادلى بها الى صحيفة "الصحافي" السودانية من مقر اقامته في نيروبي، الاولى منذ مغادرته الخرطوم في نهاية تشرين الثاني نوفمبر الماضي، والتي اعقبها بتقديم استقالته من منصبيه مساعداً للرئيس السوداني ورئيساً لمجلس تنسيق الولايات الجنوبية في كانون الثاني يناير الماضي. وحمل مشار الحكومة المسؤولية عن خروجه واتهمها بعدم الجدية في احلال السلام في السودان. وكشف انه تلقى رسالة من امين العلاقات الخارجية في حزب الامة مبارك الفاضل المهدي يدعوه فيها الى العمل مع "الامة" وتشكيل جبهة بدلاً ل"التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض. وشرح له مبارك ملابسات عدم قبول طلبه للانضمام الى "التجمع" في السابق وان زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" العقيد جون قرنق استخدم كل سلطاته للحيلوله دون قبول عضويته. واوضح مشار ان برنامجه الحالي هو توحيد ابناء قبيلة النوير التي يتزعمها داعياً في ذلك الى قيام مؤتمر للمصالحة بين النوير في اعالي النيل. يذكر ان ابناء النوير منقسمون الى خمس مجموعات متمايزة ابرزها مجموعة مشار ثم مجوعة مايكل والي وهي التي تراهن على الدعم الغربي لحل قضية الجنوب، ومجموعة جون لوك الذي اقاله قرنق من قيادة "الحركة الشعبية" اخيراً، ومجموعة بيتر قديت المتحالفة مع حركة قرنق، والمجموعة الخامسة تضم المؤيدين لاتفاق الخرطوم للسلام. وفي الاطار نفسه، اثارت تصريحات مستشار الرئيس السوداني للسلام الدكتور نافع علي نافع عن ان الحكومة غير مستعجلة لاختيار خلف للدكتور مشار، لرئاسة مجلس التنسيق، ردود فعل حادة في اوساط قيادات الجنوب الموقعة على اتفاق الخرطوم للسلام. وقال الدكتور تيوفليس اوشانج الموقع على الاتفاق عن "قوات دفاع الاستوائية" في تصريحات صحافية: "إذا أرادت الحكومة تنفيذ اتفاق الخرطوم بالطريقة الصحيحة فيجب عليها ان تختار خلفاً لمشار وبسرعة". وهدد اوشانج بأن الموقعين سيتخذون موقفاً واضحاً اذا لم تعين الحكومة خلفاً لمشار. ودعا صمويل ارو الموقع علي الاتفاق "الاحزاب الافريقية" الى تحديد موقفها من الفصائل الموقعة على اتفاق الخرطوم للسلام وطالب الحكومة بالرد على المذكرة التي رفعها الموقعون في شأن المرشحين لرئاسة مجلس التنسيق. واعرب القائد العام لقوات دفاع الجنوب اليجا هون عن قلقه الشديد ازاء عدم استعجال الحكومة في اختيار خلف مشار.