قال مصرفيون ان تراجع أسهم التكنولوجيا الأميركية وخصوصاً اسهم شركات الانترنت خلال الاسبوع الماضي كبد بعض الأفراد والمؤسسات المالية والاستثمارية الخليجية خسائر كبيرة تقدر ببلايين عدة من الدولارات، وهي خسائر مرشحة للتزايد في حال شمل الانخفاض أسعار الأسهم في الأسواق الأوروبية مع افتتاح البورصات الأوروبية اليوم واستمرار انخفاض الأسهم الأميركية. إلا أن مصادر مالية اعتبرت أن تلك الخسائر هي حتى الآن "دفترية"، كون الغالبية العظمى من المستثمرين الخليجيين في أسواق الأسهم الأميركية، ما زالوا يحتفظون باستثماراتهم في أسهم التكنولوجيا، وهي أسهم قد تكون مرشحة للارتفاع مجدداً في الأسابيع المقبلة. وقالت المصادر ان المستثمرين الخليجيين، الذين يوظفون الجانب الأكبر من استثماراتهم الخارجية في السوق الأميركية، أضاعوا فرصة ذهبية عندما لم يتخلصوا من تلك الاستثمارات عندما بلغت الأسعار مستويات قياسية وخصوصاً في منتصف شهر آذار مارس الماضي، عندما وصل مؤشر "ناسداك" لأسهم التكنولوجيا الأميركية أعلى مستوياته. وكانت أسهم التكنولوجيا الأميركية المدرجة في مؤشر "ناسداك" خسرت نحو 25 في المئة من قيمتها على مدار الاسبوع الماضي، في حين وصلت الخسائر الى مستوى 34 في المئة منذ منتصف الشهر الماضي، بينما كانت أكبر الخسائر تلك التي مني بها المؤشر يوم الجمعة عندما انخفض بنسبة 9.7 في المئة وهو أعلى معدل انخفاض خلال يوم واحد. واعتذرت المصادر المصرفية ان تحدد رقماً لحجم الاستثمارات الخليجية في أسواق أسهم التكنولوجيا الأميركية، لكنها أكدت انها كبيرة جداً وهي تخص بالتحديد مئات المستثمرين السعوديين والكويتيين والاماراتيين الأفراد بالاضافة الى المؤسسات الاستثمارية، مشيرة في هذا الصدد الى أن أحد المستثمرين الخليجيين يمتلك أسهماً في احدى شركات التكنولوجيا الأميركية يتجاوز حجمها بليون دولار. وقال مصرفي في دبي: "الجميع يقر بوجود خسائر في أوساط المستثمرين الخليجيين وهي حالة عامة أصابت المستثمرين من مختلف دول العالم". لكنه أضاف: "انها خسائر موقتة، اذ ان ما أصاب السوق هو حالة تصحية ضرورية اذ لا يمكن للاسهم ان تواصل الصعود الى ما لا نهاية". وأضاف انه الى جانب تحويل المؤسسات الخليجية جانباً من استثماراتها في أسهم الاقتصاد القديم، أي الشركات التقليدية، الى أسهم الاقتصاد الجديد التكنولوجيا فإن العديد من المستثمرين الأفراد وظفوا ايضاً جانباً من أموالهم في أسهم التقنيات الحديثة، مشيراً الى أن عدد المستثمرين الخليجيين في أسواق المال العالمية تزايد بقوة في العامين الماضيين بعد أن سجلت أسواق الأسهم في بلدانهم تراجعاً كبيراً ومعدلات تداول منخفضة. واعتبر أحد وسطاء الاستثمار في أسواق المال العالمية ان ما حدث من انخفاضات كبيرة في أسواق الأسهم الأميركية وخصوصاً التكنولوجية منها يعتبر فرصة مثالية للدخول الى تلك الأسواق وهي في حالة انخفاض، مشيراً الى أن السوق لا بد لها من العودة مجدداً الى الارتفاع كما علمتنا التجارب.