دبي - "الحياة" خلال 18 شهراً من الآن سيختفي المشهد التقليدي للمكاتب في الدوائر الحكومية المزدحمة بالمراجعين، وسيصبح بالإمكان انجاز كافة المعاملات، ابتداء من الاستفسار عن الغرامات المرورية وتسديدها وانتهاء بانجاز المعاملات الجمركية للبضائع الواردة أو الصادرة وتقديم طلبات الحصول على تراخيص تجارية أو تجديدها، من خلال أي جهاز كومبيوتر سواء كان في المنزل أو في المكتب من دون الحاجة الى الذهاب الى أي من الدوائر المعنية. ويرمي هذا المشروع الذي أمر بتنفيذه في امارة دبي ولي عهدها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى انشاء "الحكومة الالكترونية" التي لن تعني فقط تجهيز كل مكتب في الادارات الحكومية بجهاز كومبيوتر مرتبط بالشبكة، انما تمكين المراجعين من أفراد وممثلي المؤسسات والشركات الخاصة والعامة انجاز كل معاملاتهم بشكل أكثر يسراً وسلاسة من أي وقت مضى وفي كثير من الحالات من دون الحاجة الى زيارة مواقع الادارات الحكومية المعنية. وجاء اطلاق مشروع "الحكومة الالكترونية" متزامناً مع مضي العمل قدماً في مبادرة على القدر نفسه من الاهمية اطلقها ولي عهد دبي في نهاية العام الماضي، هي مدينة دبي للانترنت، التي بدأ تجهيز بنيتها الاساسية، وستكون مقراً لكبريات شركات التكنولوجيا العالمية وشركات تطوير البرامج لذا يتكامل المشروعان ليعطيا دبي ميزة تنافسية مهمة في اطار السباق العالمي على استقطاب الاستثمارات والشركات الدولية. وعلى الرغم من ان مهلة ال18 شهراً لتنفيذ مشروع "المدينة الالكترونية" تبدو قصيرة نسبياً، الا ان المؤسسات الحكومية في دبي ستستفيد من برامج التطوير التي نفذتها على مدى السنوات القليلة الماضية، كأساس لتقديم خدماتها عبر الشبكة لتنتقل بذلك من استخدام الوحدات الطرفية الى الشبكات المحلية والواسعة. واستخدم الشيخ محمد خلال إعلانه اطلاق مشروع "الحكومة الالكترونية" الاسبوع الماضي جهاز كومبيوتر متطور لتقديم شروحات لمسؤولي الدوائر حول مشروع الحكومة الالكترونية مستخدماً العديد من المصطلحات التكنولوجية والعلمية. ومؤكداً في الوقت ذاته بأنه سيلقي ثقله الشخصي لإنجاح مشروعي "مدينة دبي للانترنت" و"الحكومة الالكترونية" وتحويل التجارة التقليدية التي تشتهر بها الإمارة الى الكترونية، حتى ان البعض بات يطلق على الشيخ محمد بن راشد اسماً جديداً "E Sheikh". ومنذ الاعلان عن مشروع مدينة دبي للانترنت في نهاية العام الماضي والذي تزامن مع افتتاح معرض جيتكس للكومبيوتر الذي يعتبر أكبر معرض يعنى بصناعة التكنولوجيا في الشرق الأوسط باتت دائرة الاهتمام في دبي بالتجارة الالكترونية والاعمال الالكترونية تتسع بشكل مطرد في حين أصبح اللقاء بالمسؤولين الحكوميين في الامارة لا يخلو من الحديث عن أهمية تحول دبي الى التكنولوجيا والانترنت والتجارة الالكترونية، باعتبار ان ذلك يمثل المستقبل بالنسبة للامارة التي تعتبر مركزاً نشطاً للاعمال والتجارة السلعية في الشرق الأوسط. القرقاوي ويقول محمد القرقاوي المدير العام لمنطقة دبي الحرة للتكنولوجيا والتجارة الالكترونية والاعلام عن ذلك "نشهد حالياً نوعاً من الثورة التقنية عززها الشعور بالمخاطر الكبيرة المرتبطة بالتخلف عن استغلال أحدث التطورات في مجال تكنولوجيا المعلومات والآفاق الضخمة التي تتمتع بها شبكة الانترنت في ظل التحولات المتسارعة التي تشهدها بنية الاعمال في العالم في عصر الانترنت. وفي غضون ذلك، تسارعت الاعمال الانشائية قدماً في منطقة دبي الحرة للتكنولوجيا والتجارة الالكترونية والاعلام التي خصصت حكومة دبي استثمارات قيمتها 200 مليون دولار اميركي لتنفيذ بنيتها الاساسية المتوقع اكتمالها في غضون العام الحالي، ويجري تنفيذها بتوجيه وأشراف مباشرين من ولي عهد دبي.