واشنطن - رويترز - بدأ محتجون فجر امس في سد شوارع في قلب واشنطن في تظاهرات حاشدة ضد صندوق النقد الدولي، على رغم استعراض القوة الذي ابدته الشرطة الليلة قبل الماضية حين اعتقلت حوالى 600 متظاهر. وبدأ المحتجون يتجمعون في موقعين منذ فجر امس للمشاركة في تظاهرة مناهضة للعولمة الاقتصادية والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي. وبعد انتهاء الفترة المحددة للتجمع تشابكت أيدي المتظاهرين وأقاموا سلسلة سدت الشوارع بهدف اغلاق كل الطرق المؤدية الى مبنى صندوق النقد حيث بدأت الاجتماعات. واعتقلت الشرطة في ساعة متأخرة من الليل حوالى 600 شخص عشية الاحتجاجات الضخمة ضد البنك الدولي وصندوق النقد الدولي اللذين يعقدان اجتماعات سنوية في واشنطن. وتوعد متظاهرون بالرد على الاعتقالات. وصرح متحدث باسم الشرطة ان عمليات الاعتقال تمت لأن المعتقلين تظاهروا من دون الحصول على تصريح. وطوقت قوات مكافحة الشغب مئات نظموا، على رغم تساقط المطر، تظاهرة سلمية من دون تصريح على مقربة من البيت الأبيض. وأخذ حوالى 1500 متظاهر يرقصون ويغنون على بعد حوالى ثلاثة كيلومترات من مبنى وزارة العدل القريب من مبنى صندوق النقد تحت سمع وبصر الشرطة التي تحركت فجأة وبدأت الاعتقالات في أحد الشوارع القريبة التي أغلقت طرفها الآخر قوات مكافحة الشغب. وبعد مواجهة استمرت 90 دقيقة حاول خلالها المتظاهرون الخروج من الحصار بدأ عناصر الشرطة عملية اعتقال جماعية اقتادوا خلالها المتظاهرين وهم مقيدون. وكان من بين المعتقلين كارول جوزي مصورة صحيفة "واشنطن بوست" الحاصلة على جائزة بوليتزر وسائح لم يكشف عن هويته. وقال تشارلز رامسي قائد الشرطة في واشنطن خلال مؤتمر صحافي ان المعتقلين اتهموا بتنظيم تظاهرة من دون تصريح. وأضاف ان التظاهرة "كانت سلمية في البداية ووقفنا نراقبهم. لكن بعد ذلك سادت حالة من الفوضى فطلبنا منهم التفرق. وحين رفضوا الامتثال اتخذ قرار الاعتقال". وتابع رامسي: "اغلاق الشوارع وازعاج الغير أمر غير مسموح به". وبعد اشهر من الاستعدادات تدفق على واشنطن الاف الذين يرون ان البنك الدولي وصندوق النقد الدولي يفرضان سياسات اقتصادية لا تناسب الدول الفقيرة مما يفاقم من مشاكلها. ويرون ايضاً ان سياسات الجهازين تخدم مصالح الدول الغنية على حساب الدول الفقيرة. ونظمت سلسلة من الاحتجاجات المحدودة في واشنطن خلال فترة الاستعداد للاجتماعات، لكن عدد الذين اعتقلوا كان قليلاً نسبياً بالمقارنة مع من تم اعتقالهم الليلة الماضية. وكان متوقعاً مشاركة أكثر من عشرة الاف شخص في تجمع امس، وتشعر الشرطة بقلق من احتمال تدهور الوضع ووقوع أعمال شغب مماثلة لتلك التي شابت محادثات منظمة التجارة العالمية في سياتل العام الماضي واعتقل خلالها 525 شخصاً.