يعقد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود والرئيس اللبناني إميل لحود اليوم في جدة قمة سعودية لبنانية "مهمة" في حضور وفدين من البلدين. وأوضحت مصادر لبنانية في جدة ل"الحياة" ان القمة ستبحث في العلاقات المميزة بىن السعودية ولبنان وسبل تعزيزها في المجالات كافة، وفي التطورات الاخيرة على الساحة اللبنانية، وستعبر عن الدعم الذي يتلقاه الموقف اللبناني من السعودية والدول العربية ضد العدوان الاسرائيلي. وقالت المصادر ان خادم الحرمين الشريفين والرئيس لحود سيبحثان في تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط ومستقبل لبنان عقب الانسحاب الاسرائيلي المتوقع طبقاً لقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 425 وآلية تنفيذه الواردة في القرار الرقم 426، وتطورات عملية السلام، خصوصاً على المسار السوري الاسرائيلي، في ضوء التعنت المتعمد من جانب حكومة ايهود باراك، اضافة الى التطورات على الساحتين العربية والدولية. ويصل الرئيس اللبناني الى السعودية في أول محطة له ضمن جولة خليجية وعربية وإسلامية تشمل ايضاً الكويت والامارات العربية المتحدة وقطر والبحرين، وسيتوجه الى كل من ايران ومصر قبل عودته الى لبنان. وسيكون في مقدم مستقبليه خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير عبدالله بن عبدالعزيز والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وسيُجرى له استقبال رسمي، وسيقيم الملك فهد مأدبة عشاء تكريماً له وللوفد المرافق. ثم تبدأ المحادثات الرسمية برئاسة خادم الحرمين الشريفين والرئيس اللبناني في حضور وفدي البلدين. ووصفت المصادر زيارة الرئيس اللبناني للسعودية والمنطقة ب"المهمة" لأنها تأتي في مرحلة حرجة جداً بعدما تعهدت اسرائيل الانسحاب من جنوبلبنان بحلول تموز يوليو من هذا العام، حتى لو لم يتم التوصل الى اتفاق مع لبنان وسورية، في وقت يتوجس لبنان من الانسحاب الاسرائيلي الأحادي الجانب من الجنوب ويفضل بدلاً من ذلك ان يتم في اطار اتفاق سلام في المنطقة. ويعتبر لبنان ان الانسحاب لا بدّ ان يتم بموجب القرار 425 في اطار تسوية عادلة وشاملة معه ومع سورية في آن. وفي بيروت، صدر بيان عن رئاسة الجمهورية جاء فيه ان لحود يغادر لبنان بعد ظهر اليوم تلبية لدعوات رسمية من السعودية والكويت والامارات العربية المتحدة وقطر والبحرين وإيران ومصر، يرافقه وفد رسمي يضم وزراء المال جورج قرم والاشغال العامة نجيب ميقاتي والسياحة ارتور نظاريان والأمين العام لوزارة الخارجية السفير زهير حمدان والمدير العام للأمن العام اللواء الركن جميل السيد ووفد أمني وإعلامي. وأوضح البيان ان جولة لحود "تأتي تجديداً للعلاقات الأخوية العميقة التي تربط هذه الدول بلبنان، وترمي الى عرض الوضع الاقليمي الراهن في ضوء آخر التطورات، والى تعزيز صمود لبنان في وجه الاعتداءات الاسرائيلية وتأكيد ضرورة انسحاب اسرائيل حتى الحدود المعترف بها دولياً، والى تجديد رفض لبنان تهديدات اسرائيل بإلزامه ضمان أمن حدودها، والى المطالبة بحل قضية اللاجئين الفلسطينيين ومنحهم حق العودة، والى التعبير عن الشكر للدعم العربي لوحدة الموقف اللبناني السوري".