توقعت مصادر رسمية لبنانية أن تتقرر طبيعة التحرك الذي يقوم به رئيس الحكومة رفيق الحريري ووزير الخارجية فارس بويز، في اتجاه الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي وعدد من الدول العربية والصديقة، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية والمغرب، في النصف الثاني من أيار مايو المقبل، لشرح وجهة نظر لبنان من الاقتراح الإسرائيلي المشروط لتطبيق القرار الدولي الرقم 425، في ضوء ما ستؤول اليه بعض التحركات، وفي مقدمها اجتماع الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو المقرر اليوم في القاهرة، ولقاء الأخير والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في لندن في الرابع من أيار في حضور رئيس وزراء بريطانيا توني بلير ومسؤولين أميركيين، من نتائج سيكون لها صلة وثيقة بالجهود الآيلة الى اعادة تحريك العملية السلمية. وكان الرئيس الحريري اعرب عن ارتياح لبنان الى مواقف كل الدول العربية والإسلامية المتضامنة مع المطالب اللبنانية المشروعة بانسحاب اسرائيلي وفقاً للقرار 425 من دون قيد أو شرط، فجر أمس قبل مغادرته دمشق حيث أجرى مشاورات مع نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام وعدد من المسؤولين السوريين تناولت مختلف المسائل التي تهم البلدين ونتائج زيارة خدام ووزير الخارجية السورية فاروق الشرع أخيراً لإيران. وأشار الحريري الى "موقف ايران المؤيد لتلك المطالب والذي عبر عنه البيان السوري - الإيراني المشترك". وقال "ان التضامن العربي والإسلامي مع لبنان وتفهم الكثير من الدول الأوروبية وغيرها من الدول الصديقة للموقف اللبناني يشكلان اساساً متيناً لدعم مطالبنا وإيجاد اجواء الضغط المطلوبة على اسرائيل للعودة الى طريق السلام واستئناف المفاوضات على المسارين السوري واللبناني من حيث توقفت وصولاً الى تحقيق الأهداف الموضوعة للعملية السلمية واحلال السلام الشامل العادل الدائم الذي يؤمن الاستقرار والأمن لكل شعوب المنطقة". وأكد "ان بيروتودمشق ستواصلان العمل معاً وبتنسيق كامل وعلى كل الصعد ومع مختلف الساحات من أجل الأهداف المشتركة والحقوق المشروعة ولإحلال سلام شامل وعادل يستند الى الحق والعدالة ويحقق الأمن للجميع". يذكر ان الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله كان زار طهران الاسبوع الماضي واجتمع هناك مع اركان القيادة الايرانية وبحث معهم في تطورات الموقف بالنسبة الى جنوبلبنان. الى ذلك، أثنى النائب عصام فارس اثر لقائه رئيس الجمهورية الياس الهراوي على الموقف اللبناني الرافض الاقتراح الإسرائيلي المشروط لتنفيذ القرار 425. واعتبر النائب علي حسن خليل حركة "أمل" ان اسرائيل "لا تفهم الا لغة القوة" رافضاً تفسيرها للقرار.