سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ولي العهد السعودي يختتم زيارة لبيروت التقى خلالها نواب "حزب الله" ... ويجدّد الوديعة المالية . لحود: حضوره عزّز حصانة لبنان في وجه إسرائيل الأمير عبدالله: صمود ه يؤكد المقدرة على استعادة الحقوق
اختتم ولي العهد السعودي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الأمير عبدالله بن عبدالعزيز زيارة للبنان، استغرقت 23 ساعة، وودّعه في مطار بيروت رئيس الجمهورية اميل لحود ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة سليم الحص وكبار المسؤولين السياسيين والأمنيين والقضائيين وأعضاء السلك الديبلوماسي العربي وأركان السفارة السعودية. وكان الأمير عبدالله عرض، في مقر اقامته في قريطم دارة الرئيس رفيق الحريري، مع الرئىس الحص التطورات في لبنان في ضوء التهديدات الاسرائيلية المستمرة، والعلاقات الثنائية. والتقى الأمير عبدالله الحريري للمرة الثانية والنائب نسيب لحود. ووجّه في ختام الزيارة برقية الى الرئيس لحود جاء فيها: "أودّ في ختام زيارتي لبلدي الثاني لبنان الصمود أن أحيّي شعب لبنان الأبيّ فرداً فرداً، هذا الشعب الصلب المكافح الذي يحمل راية الكفاح والمقاومة في يد، ويحمل في اليد الأخرى أدوات البناء والتعمير، يد تحمي ويد تبني ... وشعب هذا ديدنه وفلسفته لا خوف عليه، وثقتي كاملة انه سيستعيد حقوقه ويحرر أراضيه، ويعيد بناء بلده ويعيده الى سابق ازدهاره وبهائه، بل وأفضل". وشكر للحود والحكومة اللبنانية والشعب اللبناني "ما أحطتمونا به من كرم ضيافة وحفاوة". وقال "نود ان نؤكد لكم ولشعبنا في لبنان ان المملكة العربية السعودية كانت ولا تزال وتظل معكم في السراء والضراء، وأن لبنان الشقيق لن يكون الوحيد المستضعف، بل هو القوي بحول الله وقوته ثم بإخوانه من المحيط الى الخليج، فهو بصموده ومقاومته يؤكد مقدرة العرب على استعادة حقوقهم وكرامتهم. لكم يا فخامة الرئيس ولشعب لبنان كل التقدير والاحترام وحفظ الله لبنان عزيزاً منيعاً بالله ثم بأهله وإخوانه". وأعرب لحود عن "سروره البالغ بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وتقديره الكبير وتقدير الشعب اللبناني وامتنانه لما قامت به المملكة الشقيقة من جهود من اجل دعم لبنان وشدّ أزره في مواجهة المحن". وأضاف "ان الزيارة عززت حصانة لبنان في وجه يد التخريب الاسرائيلية وأعطت دفعاً كبيراً للصمود اللبناني ولمقاومة الاحتلال وساهمت في تحصين التضامن العربي ضمن دعم وحدة الموقف اللبناني والسوري، من اجل التوصل الى السلام العادل والشامل، واستعادة كل الحقوق، ولا سيما منها الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الجنوب والبقاع الغربي والجولان وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين". وشكر لحود لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز "رعايته لهذه الزيارة ومحبته للبنان وشعبه والدعم الذي قدمته وتقدمه المملكة الشقيقة لمساندة لبنان ومساعدته في كل المجالات"، مثمناً "مبادراتها الإنمائية الداعمة لصموده". وقال مصدر لبناني رسمي ل"الحياة" ان من نتائج زيارة ولي العهد السعودي لبيروت، تجديد "الوديعة المالية السعودية لدى مصرف لبنان وقيمتها 500 مليون دولار، ثلاث سنوات جديدة". وكان الأمير عبدالله عقد سلسلة لقاءات مساء اول من امس مع الرئيس الحريري والنائب وليد جنبلاط ومفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ورئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الامام محمد مهدي شمس الدين، وكتلة نواب "حزب الله". ورحّب المفتي قباني "بخطوات التضامن العربي شعبياً ورسمياً مع لبنان، وأمل "بأن يتوّج بموقف جامع عبر اجتماع وزراء الخارجية العرب في لبنان"، مطالباً "بتطويره من حيز المواقف الى حيز العمل الجدي". واعتبر شمس الدين "ان جولة الأمير عبدالله وما تحمله من نداءات تركز على الوحدة وعلى حق المقاومة، هو خطاب كبير يوجّه الى اوروبا والولايات المتحدة واسرائيل". وقال النائب ابراهيم امين السيد الذي ترأس وفد "حزب الله" خلال لقاء الأمير عبدالله ل"الحياة"، ان "الظروف تستدعي ان نلتقي مَنْ يتخذون مواقف شجاعة ومقدامة. والحقيقة ان موقف الجانب السعودي بدعم بدعم المقاومة ولبنان يشكل قدوة في العالم العربي ويفتح الباب على تعاط متطور مع لبنان". وأضاف "للمملكة مكانة كبيرة في هذا الصدد. والموقف الذي أعلنه سمو ولي العهد من المقاومة، يستحق التقدير وهو محل افتخار. وكان حافزاً مباشراً كي نلتقي ونعبّر عن تقديرنا له، ولدور المملكة في المنطقة حيال التحديات الاسرائيلية ضد لبنان والعرب". وعن امكان حصول لقاءات لاحقة مع مسؤولي المملكة، قال "اعتبرنا اللقاء بداية تأسيس لعلاقة مهمة معهم، وإن شاء الله يتطور هذا الأمر من الجانبين". وشكر حزب الوطنيين الأحرار للأمير عبدالله "ما أبداه من عاطفة حيال لبنان وشعبه"، منوهاً "بمبادراته الآيلة الى تعزيز موقع لبنان عن طريق دعم اقتصاده وإنجاز بنيته التحتية"، لافتاً الى "دور المملكة العربية السعودية الشقيقة والوسائل التي يمكن ان تستعملها لدفع عجلة السلام في لبنان والمنطقة". يذكر ان وزير الخارجية السعودية الأمير سعود الفيصل اتصل خلال وجوده في بيروت، ضمن الوفد المرافق للأمير عبدالله، بالنائب فارس بويز.