أصبح في حكم المؤكد قيام نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الأحمد الصباح بزيارة إلى اليمن هي الأولى منذ حرب الخليج الثانية وغزو العراق للكويت عام 1990. وسيشارك الشيخ صباح اليمن احتفالات الذكرى العاشرة لقيام الوحدة اليمنية بين شطري اليمن الشمالي والجنوبي في منتصف العام 1990، إلى جانب عدد كبير من ملوك ورؤساء وقادة دول عربية وضيوف على مستوى عالٍ يمثلون حكومات وأحزاب عدد من دول العالم في تظاهرة احتفالية هي الأولى من نوعها في تاريخ اليمن المعاصر. وتأتي زيارة الشيخ صباح إلى اليمن في وقت تجاوزت فيه العلاقات اليمنية - الكويتية القطيعة لأكثر من ثماني سنوات منذ أوائل آب اغسطس عام 1990 عندما غزا الجيش العراقيالكويت. غير أن الانفراج تم في علاقة البلدين إثر زيارة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبدالقادر باجمال إلى الكويت منتصف العام الماضي ومشاركته في افتتاح مبنى السفارة اليمنية ورفع علم بلاده في سماء دولة الكويت، وهي الزيارة التي فتحت آفاق التفاهم والود بين البلدين ومهدت لعودة العلاقات إلى ما كانت عليه قبل حرب الخليج الثانية. وفي هذا السياق، عبرت الحكومة اليمنية عن ترحيبها الخاص بالشيخ صباح لزيارة اليمن، في وقت استقبلت فيه الكويت بترحيب كبير الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب الذي بدأ الاثنين الماضي زيارة للكويت، هي الأولى له منذ نحو ثلاثين عاماً، يرافقه وفد برلماني وحكومي وحزبي وشعبي كبير. واعتبرت صنعاء زيارة الأحمر والزيارة المرتقبة للشيخ صباح مقدمة لنتائج ايجابية للغاية يعول عليها البلدان والشعبان آمالاً عريضة باتجاه تطوير العلاقات ومستوى التعاون الثنائي والارتقاء به إلى الأفضل وربما إلى مستوى ما كان عليه قبل حرب تحرير الكويت. وقالت صحيفة "الثورة" الحكومية الرسمية في افتتاحيتها أمس: "بلا شك فإن مشاعر الود والمحبة التي يحملها أبناء الشعب اليمني لاشقائهم الكويتيين إنما تنبع من شعور صادق بأن علاقات البلدين والشعبين في اليمن والكويت هي أقوى من أن تهزها سحابة صيف عابرة، ذلك لأنها تقوم على روابط تاريخية عميقة الجذور وراسخة الثبات". الاستثمارات الكويتية وتأمل الحكومة اليمنية من عودة العلاقات الطبيعية مع الكويت في استئناف التعاون بين البلدين، خصوصاً في مجالات التنمية والاستثمار وفتح مجالات الاستثمارات الكويتية في اليمن. وكانت الكويت تعتبر من أهم الدول التي قدمت لليمن مساعدات وقروضاً في مجالات التعليم والصحة والزراعة، وسواها من المجالات التنموية الحيوية التي تبنتها الخطط التنموية في البلاد منذ أوائل السبعينات من القرن الماضي. وأعلنت الحكومة الكويتية أخيراً أنها ستعين سفيراً للكويت إلى اليمن قريباً وسيعاود صندوق التنمية الكويتي نشاطه في اليمن في المستقبل القريب، بالإضافة إلى عودة الرحلات الجوية بين البلدين، إذ تستأنف شركة الخطوط الجوية اليمنية رحلاتها إلى الكويت في حزيران يونيو المقبل. الأسرى الكويتيون وعلمت "الحياة" في صنعاء أن الحكومة اليمنية مستعدة لبذل جهود صادقة ومخلصة على الصعيدين الحكومي والشعبي لدى الحكومة العراقية من أجل حل مشكلة الأسرى الكويتيين، نظراً للعلاقة الجيدة بين صنعاء وبغداد. وقالت مصادر حكومية رفيعة المستوى ل"الحياة" أمس: "نحن متحمسون ولدينا استعداد للقيام بأي دور نستطيع القيام به لدى الحكومة العراقية لحل مشكلة الأسرى الكويتيين في حال طلب إلينا اشقاؤنا في الكويت القيام بذلك". إلى ذلك، أكدت المصادر نفسها ان زيارات متبادلة بين المسؤولين في البلدين ووفود برلمانية وشعبية ستستأنف قريباً، بالإضافة إلى نية البلدين إعادة كافة المؤسسات واللجان والأنشطة المشتركة والثنائية التي كانت قائمة قبل غزو الكويت وحرب التحرير.